المغرضون لا يهمهم أن يروا اليمن واحداً موحداً؛ لأن رغبتهم هي تمزيق وحدة اليمن، والنيل من سيادته، والإساءة إلى تاريخه، وهذه الحالة ليست حديثة ولا وليدة اللحظة، بل حالة مرضية مزمنة لدى المغرضين بسبب الشعور بالنقص، وعدم القدرة على صنع الألق والمجد؛ نتيجة لعدم امتلاكهم تاريخاً يضاهي تاريخ اليمن وحضارته وإنسانيته وأصالته وعراقته، ولذلك يسعى المغرضون إلى جر اليمن من خلال حفنة من النفعيين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان وجعلوا معبودهم المال. إن المغرضين بسبب أحقادهم وشعورهم بالنقص قد جعلوا من أنفسهم أدوات بيد أعداء الأمة لتنفيذ المخططات التآمرية التي تستهدف زوال الكيان العربي الأصيل، حيث استغل الأعداء الشعور بالنقص لدى المغرضين، وصوروا لهم بأنهم في حالة تنفيذ المخططات التآمرية على الوطن العربي ابتداءً باليمن أس الحضارة الإنسانية سيكون لهم الخطوة والشهرة لدى أعداء الأمة، وبسبب اللهث خلف الشهرة جند المغرضون كل إمكاناتهم للنيل من سيادة ووحدة اليمن. إن اليمن يمتلك عمقاً حضارياً وثقافياً وسياسياً وإنسانياً ودينياً يجعله قادراً على تجاوز التحديات وتجنب الوقوع في المؤامرات؛ لأن الانتماء إلى تراب الوطن أقوى من الإغراء المالي وأعظم الأهواء والأطماع، وهو في حقيقة الأمر القوة السحرية الخارقة التي تمنع تغلغل أعداء الأمة في أوساط اليمنيين، وتحول دون تنفيذ المؤامرات العدوانية على السيادة والوحدة الوطنية، ولذلك عندما نقول بأن الوحدة الوطنية هي القوة التي نواجه بها كل التحديات فإننا نعني ما نقول. إن المشهد السياسي في ساحة الفعل الوطني اليمني يوحي بوجود التأثير الإيماني المطلق بقدسية التراب اليمني الطاهر الذي يجعل الإنسان اليمني يكبر على الإغراءات؛ لأن جسده من صلصال اليمن الطاهر النقي الذي خلقه الله سبحانه وتعالى منه، ونتيجة لهذه القداسة والأصالة فإن اليمن محمي بالإرادة الإلهية التي تمنع نفاذ التآمر على قداسة التراب اليمني، بل ومن أصر على الإضرار باليمن فإن الله فاضح أمره لا محالة، ولذلك نحذر كل قوى التآمر أياً كانت بأن اليمن أرض الكرامات والإيمان والحكمة، ومن أراد بها سوءًا رد الله كيده في نحره.. إنه على كل شيء قدير.