عندما تستسلم الذات لشهوات النفس الأمارة بالسوء، يصبح المرء عبداً للرذيلة.. ويتمادي في سقوطه المشين أمام المغريات لدرجة يصبح فيها أكثر عبودية لفوضى أخلاقه الفاسدة.. وبالتالي يصبح الأنموذج السيئ لكل ماهو قبيح.. فكراً وأخلاقاً وسلوكاً... الخ.. الأمر الذي يمزق فيه كل روابط العلاقات القائمة بينه كفرد وبين مجتمعه وأمته ووطنه وحتى فيما بينه وبين نفسه «كإنسان» فهو الصوت النشاز إذن والفرد الشاذ عن الجماعة وهو الذي أصبح المحتوى لكل القيم غير إلانسانية ولكل الأفكار الهدامة ولكل السموم التي لا تراعي إلاً ولا ذمة ويرى فيما يصنعه من سوء في حق نفسه وأسرته ومجتمعه وشعبه ووطنه يرى فيه إشباعاً لنزواته ونزعاته وغرائزه وهذا هو كل ما يهمه وليذهب الجميع إلى الجحيم. من أجل ذلك فإن الخارجين عن القانون في بلادنا وهم يمارسون أبشع الجرائم في حق مجتمعهم ووطنهم إنما يشبعون تلك الغرائز والشهوات فيهم التي وصلت بهم إلى حد التآمر على وطنهم الذي يستظلون تحت سمائه ويتنفسون هواءه وينعمون بالعيش الكريم على تراب أرضه ويأكلون من خيراته ويمارسون حياتهم ويتحركون بكل حرية وسيادة ويفخرون بتاريخه وحضارته عبر العصور وهذا مايؤكد ضعفهم الأخلاقي والوطني والديني والإنساني فكراً وسلوكاً وحياة.. هذا الضعف الذي جعل منهم أداة سهلة للهدم والتخريب والإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار داخل الوطن خدمة لأعداء اليمن في الداخل.. والخارج وفق مؤامرة كبرى تحاك ضد هذا الوطن العزيز الموحد المتلاحم أرضاً وإنساناً وقيادة وشعباً والذي استطاع بلحمته هذه أن يقهر كل المتربصين به من الأعداء الكبار أو الصغار أو تلك الشراذم التي نراها هنا وهناك تعمل جاهدة على خدمة أسيادها في النيل من هذا اليمن الشامخ شموخ أصالته وتاريخه وكبرياء شعبه وقيادته.. وعبثاً يحاولون تحقيق مآربهم مهما تذأبت شرورهم وتكالبت وتلونت في عدة ألوان على الساحة لتحقيق هدفهم المستحيل وأقول وفق مؤامرة كبرى تحاك ضد وطننا، لأن مانشاهده ونلمسه على الساحة من خلال تصرفات المجاميع الخارجة عن القانون يعيد إلى ذاكرتنا فصول السيناريوهات العدوانية على حق الشعوب في العيش الحر والمستقل التي تم تنفيذها في الكثير من البلدان كالعراقوالصومال وغيرهما ومزمع تنفيذها في بلدان أخرى قادمة. فالغطاء الذي يتستر به هؤلاء الحاقدون على شعوبهم وأوطانهم متعدد الملامح والأشكال لكنه في جوهره العام غطاء واحد لهدف واحد وعدو واحد يخدم مصلحته الواحدة.. فهناك من نراهم يرتدون ثوب الاختلافات الدينية لتأجيج المذهبية والطائفية من بوابة الدين، وهناك من يرتدي قميص عثمان ويتباكون على الجنوب وحقوق أبنائه بهدف تمزيق وحدة الوطن، وهناك من يناصب العداء لكل منجز خدمي وتنموي تحقق بهدف إدخال البلاد والعباد في ضائقة اقتصادية تهدم كل البنى التي عمرتها الوحدة وشرفاء الوطن، وهناك من يصنع من تكتله المعارض آذاناً تسمع وعيوناً ترى كل مايحدث من أولئك الخارجين عن القانون ولاتحرك ساكناً بل إن بعض أقلامها تعمل على تغطية تلك الأحداث بأقاويل واجتهادات ما أنزل الله بها من سلطان، والهدف من كل ما سبق يصب في مصب واحد هو الوصول بالأوضاع الراهنة إلى هاوية الفوضى والحروب والدمار والانفصال والضعف والاستسلام وتسليم البلد إلى حضن العدو يفعل فينا مايريد..ويكون المتآمرون حينها قد استتب لهم العيش الرغيد في فنادق ال 5 نجوم في العواصم المتقدمة. أليس هذا مايسود العراقوالصومال..الخ.. ماذا جنى العراق الشقيق غير الخراب والدمار والفتنة والتقاتل وسفك الدماء البريئة ليل نهار ..أليس هذا الواقع ماخطط له المتآمرون على العراق وأصبحوا يروون شهواتهم العفنة من دم الشعب والوطن؟ وبالمثل الصومال المنكوب.. فإلى أية هاوية يود أرباب الفتنة وأعداء الوطن في الداخل والخارج السقوط بنا فيها؟ وأي أناس هؤلاء الذين لم يبقوا على شيء إنساني ووطني وأخلاقي فيهم ولو من أجل اليمن؟ لقد تكشفت وجوه المؤامرة وظهر الفاسد من المصلح، وهذا ماجعل الشعب اليمني على وعي كامل بما يحاك ضده فصار واعياً للدفاع عن ثوابته الوطنية وعن وحدته اليمنية وصار أكثر التحاماً مع قيادته المخلصة وقواته المسلحة الباسلة في الوقوف صفاً واحداً لخدمة وحماية وطن الثاني والعشرين مايو 09م وصون مكتسبات الثورة والجمهورية والحفاظ على منجزات الحاضر المشرق وصولاً بالأمة الطموحة إلى مستقبل أكثر إشراقاً. فهل يعتبر الخارجون عن القانون من هذه الدروس الوطنية الصادقة التي يكتسب الشعب وقيادته ملاحم أبجدياتها كل يوم سطوراً من نور الحرية والكرامة والذود عن الوطن الغالي تسطع على هامات تاريخنا المعاصر وتزيد من رصيد أحفاد الأمجاد والحضارة اليمانية مجدداً جديداً يزيد من وهج الحكمة اليمانية ويقوّي من عزائم الإيمان الراسخ في القلوب هذا ماندعو إليه ونتمناه بإذن الله تعالى.