لم تكن حركة أحرار اليمن - المؤمنة بقدسية التراب الوطني وحق الشعب في استعادة حريته المسلوبة وتحرير إرادته المغتصبة - لتبدأ فعلها من مدينة عدن الفجر اليمني الجديد إلا لأن اليمنيين كافة يدركون تماماً أن “عدن” باب الحرية ومدينة الفتح الجديد، فتجمع أحرار اليمن في تلك المدينة الباسلة، وحددوا أهداف الثورة اليمنية بإجماع جعل الشعب متلاحماً ومتماسكاً مع الثورة وأهدافها التي خلصتهم من الفقر والمرض والجهل والتسلط والاستعمار. إن احتفال اليمنيين اليوم بالرابع عشر من أكتوبر المجيد ما هو إلا تجديد لفجر الحرية؛ لأن ثورة أكتوبر 1963م كانت الوليد الشرعي لثورة 26سبتمبر عام 1962، فبعد أن ناضل الأحرار وانطلقوا من عدن صوب المحافظات الشمالية للتخلص من الفقر والمرض والجهل والتسلط، وتحقق لهم النصر العظيم في 26 سبتمبر، أطلق أولئك الأحرار شرارة الثورة الثانية من جبال ردفان الأبية صوب المستعمر البريطاني لإجباره على الرحيل وإلى الأبد، وقدم الأحرار التضحيات الوطنية العظيمة في سبيل التخلص من الاستعمار وتحرير التراب اليمني من دنس المستعمر، ولذلك تلاحم الشعب كل الشعب مع الثورة؛ لأن لها ما يبررها وما يجعل الإنسان اليمني الحر يبذل الغالي والنفيس في سبيل تحرير وطنه ونيل الاستقلال. إن الأحرار الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم من أجل أهداف الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر كانوا أعلاماً وطنية نظيفة اليد شريفة المبدأ شديدة الإيمان بالولاء لله ثم للوطن والثورة والوحدة، وقدموا القدوة الحسنة في السلوك والممارسة، وطلقوا المصالح والمنافع الذاتية من أجل حرية الشعب وإخراجه من الظلمات إلى النور، وتخليصه من الفقر والمرض والتسلط والاستعمار، ولم يكن في اليمن من الخيرات ما يدعو إلى عدم قيام الثورة، بل إن جور الحياة وانعدام وسائلها كانت واحدة من موجبات قيام الثورة والتفاف الشعب حولها، ولذلك فإن أحرار الشعب اليوم الذين صمدوا من أجل الحفاظ على الشرعية الدستورية ومكتسبات الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والوحدة المباركة هم الامتداد الحقيقي لأحرار اليمن، وهم اليوم الصخرة التي تتحطم عليها قوى الظلام والفوضى والاستعباد والتمزق، وهم الذين يحافظون على وهج سبتمبر وأكتوبر، ولعل احتفالنا اليوم بالرابع عشر من أكتوبر في هذا الاتجاه بإذن الله.