كثير من الشباب الذين تربوا في كنف الوحدة المباركة لم يتمكنوا من معرفة معاناة أبائهم وأجدادهم ولم تشهد مرحلة نشأتهم حروباً وأزمات كالتي يشهدها اليمن اليوم بالإضافة إلى ذلك ان المنهج التربوي قد تجنب التركيز على فترة حياة العذاب والمعاناة التي عاشها المواطن قبل الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر والوحدة، أما السبب فهو عدم اعطاء الفرصة لما يمكن ان ينكئ الجروح ويفتح صفحة الماضي أو استجابة لرغبة بعض القوى الظلامية الضلالية التي طالبت بعدم الحديث عن الماضي وهي تبيت شيئاً لم يدرك إلا اليوم. إن عزلة الجيل الذي تربى في كنف الوحدة المباركة عمل متعمد في حقيقة الأمر بهدف إيجاد فصل بين ذلك الماضي وما شهدته الفترة من 17 يوليو 1978م ثم عودة لحمة الشطرين في 22 مايو 1990م وحتى اليوم من الأمن والاستقرار لكي يمحى ذلك الماضي من ذاكرة الشعب ثم التخطيط للعودة إليه، بعد ان يكون الشعب قد نسي مآسي ما قبل الثورة من جور وفقر ومرض وجهل وتسلط، وما قبل الوحدة من مآسي التشطير والتمزق، ولذلك ما أن بدأ الحاقدون على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وتجربته الديمقراطية في تنفيذ مخطط العودة باليمن إلى عهود الظلام والجهل والتسلط الاستعباد حتى سارع بعض الشباب إلى المساهمة في تنفيذ مخطط العدوان على الأمن والاستقرار والوحدة دون سابق معرفة لتاريخ قوى الجهل والظلام التي حاولت ان تدفع بالشباب إلى مخططها الإجرامي والإرهابي ولم يدرك الشباب حقيقة الدفع والاستقطاب إلا وهم في ساحة التدمير والتخريب والتغرير وقد تمكن السواد الأعظم من الشباب الأحرار من الخروج من ذلك النفق المظلم وعادوا إلى صفوف الشرعية الدستورية. إن المرحلة المقبلة بحاجة ماسة إلى الربط التاريخي القائم على اطلاع الشباب بحقيقة المؤامرات التي حيكت ضد اليمن وأمنه واستقراره ووحدته ليكون الشباب محصناً بالمعرفة الصحيحة التي تمنعه من الانجرار خلف مشاريع الهوان والذل وليتحد الكافة من أجل الحفاظ على الشرعية الدستورية بإذن الله.