من المخجل أن نجد في المجتمع من يحاول إنتاج الجهل بعد مضي قرابة نصف قرن على الثورة التي جاءت لتحرر الناس من الدجل والشعوذة المساندة للعنصرية والكهنوت ومن العيب أن نجد بعض العناصر التي تربّت في كنف الثورة والوحدة ونعمت بالحرية والديمقراطية تمجد التخلف والإذلال وتسعى لتكريس الكراهية والسلالية والقبلية والمناطقية والقروية والعصبيات الجاهلية وتحاول تجاوز الدستور والقانون وتسعى إلى إلغاء دور مؤسسات الدولة الدستورية ومؤسسات المجتمع المدني ، كل ذلك من أجل العودة بالمجتمع إلى عهود الإذلال والقهر والتسلط الفئوي، والأكثر غرابة أن نجد نفراً يعزف على هذا الوتر الشيطاني بوعي بهدف الانتقام من الشعب !! أيها الناعقون بصوت الغراب اعلموا أن الثورة حرية وكرامة وإنسانية، وأن الوحدة عزة وشموخ وأنهما إرادة شعب شب عن الطوق وكسر أغلال الجهل والشعوذة وبهما استعاد حريته وإنسانيته وعزته وشموخه وتفيأ في ظلالهما واستنشق بهما عبق المجد الأصيل وارتفع بهما إلى سماوات الألق العظيم فالويل كل الويل لمن يحاول النيل من الإرادة الشعبية التي عشقت الحرية وعشقتها الحرية، لأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها (فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) وليعلم الناعقون بالتخلف أن هذه الإرادة لا غالب لها لأنها مستمدة من إرادة الخالق فكفوا أذاكم عن الشعب صاحب المصلحة الحقيقية في الحرية والإنسانية. ولئن كان الناعقون ماضين في نشر الكراهية والحقد فإن على مؤسسات الدولة الدستورية ومؤسسات المجتمع المدني التي تأتي في مقدمتها الأحزاب والتنظيمات السياسية أن تقوم بواجباتها الدستورية لنشر الوعي المعرفي لتحصين الشعب ضد محاولات الاختراق الفكري، فهل حان الوقت الذي ينبغي على الكافة القيام بواجباتهم الدينية والوطنية لمواجهة أشكال النعرات المثيرة للفتنة ؟ نأمل أن يدرك الكافة ذلك الواجب للقيام به بإذن الله.