عندما يُجمع الشعب على أمر من أمور الحياة فإن واجب الشعب الخروج للدفاع عن ذلك الإجماع, وهذا ماحدث فعلاً عندما أجمع الشعب على وحدة الأرض والانسان والدولة في 22 مايو 1990م خرج للدفاع عن وحدته ودولته عندما تعرضت للخطر في صيف 1994م, وهكذا وجدنا الشعب يخرج للدفاع عن الديمقراطية التي اقترنت بالوحدة عندما حاولت قيادات في أحزاب اللقاء المشترك الانقلاب على الشرعية الدستورية والديمقراطية. إن دفاع الشعب عن إرادته أمر حيوي وهو الصخرة الفولاذية التي تتحطم عليها الأطماع الانقلابية, وهو الضمانة الحقيقية لحماية الدستور الذي يمثل الإرادة الكلية للشعب, وهو أسلوب حضاري وانساني يكفل الحياة الديمقراطية والمشاركة السياسية الفاعلة, ويحول دون تسلط فئة أو جماعة أو شلة أو فرد على رقاب الشعب, وقد أثبت اليمنيون بأفعالهم الحضارية والانسانية التي سلكوها في سبيل حماية الشرعية الدستورية بأن إرادتهم مستمدة من إرادة الخالق جل شأنه, لأنها اعتصام بحبل الله وتنفيذ لأمره جل وعلا, ولأنها علو وإعمار ومحبة وتسامح وأخوة وسلام. أما من يسلكون طريق الشيطان فهم قلة استمدوا إرادتهم من إرادة الشيطان الذي يدعو إلى الفتنة والاحتراب والتدمير, ولذلك فإن كيد الشيطان ضعيف, لأنه دعوة إلى الخراب والتمزق والاحتراب والقتل, وقد أثبتت الأحداث السياسية المختلفة أن محاولة أية فئة فرض رأيها بالقوة على الشعب لايمكن أن يُكتب لها النجاح, لأنها ضد الإرادة الكلية المستمدة من الإرادة الإلهية. إن الإيمان بالإرادة الكلية للشعب أمر مقدس لأن فيه حقناً للدماء ومنعاً للفتن وإعلاءً لشأن الشعب وطريقاً للمشاركة الفاعلة, لأن الإرادة الكلية هي الضمان العملي للأمن والاستقرار لأنها تحقق الرضا والقبول, ولذلك يخرج الملايين من اليمنيين, بل يخرج اليمنيون كافة للدفاع عن وحدتهم وشرعيتهم الدستورية لأنها إرادة كلية حققت لليمنيين كافة العزة والكرامة وستظل كذلك بإذن الله.