يظل التركيز على المنهجية التربوية بالغ الأهمية , وينبغي عدم الملل من الحديث في هذا الاتجاه على اعتبار ان المنهجية التربوية هي البداية الحقيقية لتنشئة الأجيال , وهي الأداة العملية لتخريج أجيال من الشباب يتمتعون بالكفاءة والاقتدار والصبر، وتنبض قلوبهم بالحيوية والنشاط وعقولهم بالفكر الوطني المستنير، ولديهم الاستعداد المطلق للدفاع عن العقيدة والوطن لأن المنهجية التربوية السليمة هي التي ترسخ في أذهان النشء الحس الوطني وتجعل من حب الوطن في درجة التقديس. لقد أشرنا في كثير من الكتابات والمحاضرات والندوات والمؤتمرات إلى أن مبدأ الولاء الوطني عقيدة لأن حب الوطن من الإيمان فأي تخلٍ عن الوطن أو تراجع عن مبدأ الولاء الوطني هو تخل عن العقيدة أو تراجع عن العقيدة الإسلامية التي جاء بها محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم مجسدة لمفهوم الولاء الوطني , وقد حذرنا كثيراً من أولئك الذين يحاولون التقليل من أهمية الولاء الوطني ويبثون الدعايات والتفسيرات التي تسير في اتجاه التقليل من مبدأ الولاء الوطني ومحاولة إلغاء تحية العلم تحت مسميات ليس لها من هدف غير إزالة الغيرة على الدين والوطن , وهذا الاتجاه لا يخدم إلا أعداء الدين والوطن ولا يجوز السكوت عليه بل التصدي له واجب وفضح مراميه عملية وطنية بالغة الأهمية لأن الذين يرددون تلك المقولات والتفسيرات لايدركون خلفياتها ولا يعرفون انها تخدم العدو الذي يطمع في القضاء على الدين الإسلامي واحتلال الوطن بعد أن ينزع الغيرة والهمة من نفوس الشباب ويصبح بعد ذلك أي عدوان على الدين والوطن لا يثير الغيرة بقدر ما يحقق الاستكانة والاستسلام. ولئن كانت بعض العناصر التي تردد مثل تلك التفسيرات لا تدرك المغازي الحقيقية لمحاولات التقليل من أهمية تحية العلم في مدارس الجمهورية فإن على الذين قد ادركوا ذلك ان يقوموا بالواجب وعلى إدارات المدارس الحكومية والأهلية أن يكونواعند مستوى المسئولية وأي تراجع أو تأثير سلبي في هذا الاتجاه سيتحملون المسئولية الكاملة , ومن يدرك أنه غير قادر على حماية الوحدة الوطنية فعليه ان يتخلى عن المسئولية ويتنحى من موقعه في إدارة المدارس قبل أن يقع عليه عقاب التخلي عن تحية العلم وحماية مبدأ الولاء الوطني، نأمل أن يدرك مديرو المدارس كل ذلك بإذن الله.