إن الرغبة في التعايش السلمي والقبول بالآخر من صفات الأتقياء، الذين يرون أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولا يخلق العداوة والبغضاء، وأنما يقود إلى الحوار والتفاهم وإظهار الحجة المقنعة الأكثر تحقيقاً للنفع العام والأكثر تجسيداً للتوحد والأكثر تعزيزاً للأمن والاستقرار؛ لأن عقلاء الأمة والإنسانية حملوا على عاتقهم الأخذ بجلب المنافع للناس كافة ودرء المفاسد والمخاطر عن الناس كافة، ولذلك فإن منهج الحوار هو منهج العقلاء والحكماء والنبلاء، الذين يحرصون على خير الإنسانية ويمنعون الفتن ويحققون الإرداة الكلية للشعب التي اتجهت بالفطرة الإلهية صوب الحوار والتفاهم ونبذ العنف والإرهاب. إن الحوار الوطني الذي يخوضه اليمنيون اليوم من أجل صناعة الغد الأكثر إشراقاً، هو السلوك الحضاري والإنساني، الذي من خلاله يصل الفرقاء إلى كلمة سواء، تجمع الشتات وتوحد الرؤى وتزيل الحقد والكراهية وتبشر بالمستقبل المتطور والأكثر توحداً وتصالحاً مع الذات اليمنية، ولذلك فإن هامات اليمنيين في الداخل والخارج تتجه صوب السماء، تناجي الخالق جل شأنه، الذي حفظ اليمن من الفتنة وترتفع الأكف إليه بالدعاء أن يوفق المتحاورين لما فيه خير اليمن والإنسانية. إن الوصول إلى الحوار الوطني الشامل واحدٌ من أعظم المؤشرات، التي تدل على العقل والحكمة وتجسد قوة الإيمان بالله رب العالمين، وتبرهن للعالم والإنسانية كافة بأن اليمن الذي عرفوه في القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى وأسفار التاريخ وكل التفاسير والسير، مازال يقدم النماذج الإنسانية في تجارب الحياة، ويصوغ الفكر الإنساني، الذي يخدم الإنسانية، ويحقق استخلاف الإنسان في الأرض بما يحقق الإرادة الإلهية ويتغلب على إرادة الشيطان. إن اليمنيين كافة في الداخل والخارج ينطلقون بثبات الواثق بالله رب العالمين والمؤمن بالتعايش مع الإنسانية كلها، وهم اليوم من خلال حوارهم الحضاري والإنساني يؤصلون لمبدأ التداول السلميي للسلطة، ويرسخون قيم الديمقراطية والحرية ويحددون معالم المستقبل بروح المسئولية وقوة الاقتدار بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك