أثبتت الأحداث التاريخية عبر مراحل الحياة السياسية أن الحوار قيمة دينية ووطنية وإنسانية تجسد مبدأ التصالح والتسامح وترسخ قيم الوفاء وتخلق الثقة ين أطراف الحوار وتنزع الحقد والغل ، وأن الحوار بقيمه السامية ينزع فتيل الفتن ويحقن دماء البشر ويصون الأعراض ويحمي الثوابت ويجدد روابط الأخوة الدينية والإنسانية ويطفىء نار الاحتراب ويمنع التطرف والغلو والإرهاب ويعزز قيم الوفاء ويجسد مبدأ التفاهم وحل المشكلات . وقد أثبتت الأحداث كذلك أن من يرفض الحوار ويصر على رأيه مفلس لايؤمن بقيم ومبادئ الإسلام عقيدة وشريعة ولايعترف بقيم إنسانية ولايعرف في حياته غير الشر والعدوان ، وأن من يرفض الحوار لايقبل بحياة غيره على وجه الأرض لأنه لايقبل التعايش السلمي مع الغير ولا يؤمن بالرأي والرأي الآخر ، ومن يرفض الحوار لا توجد في قلبه مثقال ذرة من إيمان بالله ، ولايعترف بالحدود الشرعية ولايؤمن إلا بالفساد في الأرض ولايرى غيره في الوجود ولا يقبل بحق الحياة للآخرين . إن الحوار منهج حياة للناس كافة بدونه تصبح الحياة فوضى وقتلاً وإجراماً وإرهاباً وتدميراً وتشريداً وجوراً وفجوراً وحيفاً وفسوقاً وفوضى لا حدود لها على الإطلاق ، وقد قدم التاريخ نماذج لسيادة الفوضى التي دمرت الحياة وقتلت القيم وقضت على الأمن والاستقرار وسامت الناس سوء العذاب ، ووصفت الفوضى بأبشع الصفات وقدمت أقذر الصور المأساوية التي عانت منها الإنسانية وتجرد الرافضون للحوار في مختلف مراحل الحياة السياسية من كل القيم وكانت غايتهم إرضاء الشيطان والفساد في الأرض . إن الحوار سبيل آمن للوصول إلى مبدأ التداول السلمي للسلطة ، ولذلك فإن المحاولات التي تقوم بها قوى الشر من أجل الوصول إلى السلطة عبر استخدام القوة لم يكتب لها النجاح وسجل التاريخ مآسي تلك القوى الإجرامية الإرهابية وباتت تلك الأفعال وصمة عار في جبين التاريخ تلاحق المرتكبين لها لعنة الله والناس أجمعين إلى يوم الدين ، ولذلك ينبغي عدم الهروب من الحوار . لأن ذلك الفعل جرم بحد ذاته نأمل من العقلاء في اللقاء المشترك الإقدام على الحوار من أجل التداول السلمي للسلطة بإذن الله .