ثمة أمل يبحث عنه الخيرون الذين لايرون الوطن من باب الأنا والكبر, ولايغامرون بمستقبل الوطن بقدر إيمانهم المطلق بإرساء تقاليد حميدة وتثبيت نهج سليم وغرس قيم المحبة والوفاء لوطن الثاني والعشرين من مايو 1990م, وهؤلاء الخيرون المستنيرون الباحثون عن الأمل الفسيح والتقاليد الحميدة, لم يعد همهم الجاه والمنصب والمزايا الخاصة, ولم تؤثر فيهم نعرات الحقد والكراهية, بل إنهم يرون أن مستقبل الوطن وأمنه واستقراره ووحدته وسلامة سيادته الوطنية أساس الحياة الآمنة والمطمئنة والكريمة. إن ترسيخ التقاليد الديمقراطية في نظام الحكم من خلال تثبيت مبدأ التداول السلمي للسلطة ورفض وسائل العنف والإكراه والإجبار والقهر والاستبداد منهج العقلاء والشرفاء, الذين ينظرون إلى السلطة على أنها مغرماً وليست مغنماً, وهؤلاء النبلاء يدركون بأن مواقع السلطة ليست حكراً على أحد دون أحد على الإطلاق, بل إنها متاحة لكل من يأنس في نفسه القدرة والكفاءة ويقبل به الشعب من خلال الانتخابات الوسيلة الحضارية عبر صناديق الاقتراع التي أرسى تقاليدها الحميدة والإنسانية اليمنيون منذ فجر التاريخ. إن المضي نحو المستقبل بغرور الأنا ومن بعدي الطوفان, لايمكن أن يكون محل رضا وقبول من قبل الشعب, الأمر الذي يؤدي إلى فقدان الشرعية السياسية ويغذي الوضع الإنساني لم يجد وسيلة لمعالجة قضايا المستقبل سوى الحوار الوطني الجاد الذي ينبغي أن يكون بمثابة جسر العبور الآمن نحو الغد المشرق. إن الإيمان بمبدأ الحوار أزلي ومنهج حياة لايمكن الغنى عنه, بل إنه وسيلة يومية تعالج القضايا اليومية بين الناس وتزول من خلاله التشنجات والاحتقانات نتيجة عن التباعد وعدم الثقة, ولذلك فإن الحوار الوطني الذي سينطلق في الثامن عشر من مارس القادم هو البوابة الوطنية الكبرى التي سيستشرق اليمنيون من خلالة آفاق المستقبل الخالي من العقد والأحقاد والأكثر أمناً وتوحداً وتطوراً بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك