عندما يكون التفكير في الذاتية الأنانية تغيب القضايا الوطنية ويموت الضمير وتختفي المبادئ والقيم، وتسيطر الانتهازية ويظهر النفعيون والمصلحيون الذين لا يؤمنون بالقيم الوطنية والدينية والإنسانية ويسيطر منهج الغاية تبرر الوسيلة، وينفلت زمام الأمور وتتحول الحياة إلى قانون الغابة، وهذا هو ما تريده بعض القوى السياسية التي تمارس الانحراف في منهج الحياة وتتجرد من كل القيم والمعاني الإنسانية في سبيل غايتها العدوانية القهرية التي تحولت إلى حالة من الجنون في عشق السلطة والموت من أجلها. إن هذه الصور الدراماتيكية المصابة بهستيريا عشق السلطة قد تحولت إلى ظاهرة مرضية خطيرة خصوصاً في وطننا العربي الكبير، لأن عشق السلطة الذي بات غاية تلك القوى المجنونة، ليس الهدف منه إثراء الحياة السياسية بالإبداع وتقديم المفيد النافع للناس كافة، وإنما لممارسة الاحتكار، الأمر الذي حول السلطة إلى مجرد سلعة يحتكرها من يستولي عليها بهدف جعلها وسيلة لإذلال الآخرين وتركيع البلد وتعريض سيادتها للانتهاكات الخارجية، ومنع المشاركة وقهر المواطن واستباحة المحرمات التي من أعظمها دماء البشر. إن المشهد السياسي لتلك القوى قد قدم نموذجاً سيئاً وخطيراً على الحياة الإنسانية، لأن صورة الحمل الوديع التي كان البسطاء من الناس يرونها في عناصر تلك القوى قبل وصولها إلى السلطة قد انقلبت رأساً على عقب، فلم تعد المحرمات والمنكرات والكبائر ذات أهمية، بل جُعلت مستباحة في سبيل السلطة، وهذه الصورة الفاجرة قد قتلت كل الصور الجميلة التي حاول بعض العناصر النبيلة والشريفة في تلك القوى أن ترسمها، ويحتاج الخيرون إلى وقت طويل لإعادة رسم الصورة المثالية، وهنا ندعو الذين مازالوا يستبيحون المحرمات في سبيل السلطة للعودة إلى جانب الخير والصواب من أجل خير الإنسانية بإذن الله. رابط المقال على القيس بوك