الحريصون على الوطن ومصالحه العليا ومستقبل الأجيال هم المبادرون والمضحون والمؤثرون والصابرون على المكاره, أما الذين يمزقون الوطن ويوجهون سهام الغدر والخيانة إلى قلب الوطن فأولئك هم النفعيون المؤمنون بالمادة، المطلقون للأخلاق وكل القيم الروحية والإنسانية, وهم معروفون للشعب ويدركهم تمام الإدراك, ولاينخدع بهم إلا البسطاء أو الذين باعوا ضمائرهم للشيطان. إن أحداث الأزمة السياسية التي عاشها اليمن منذ بداية 2011م وحتى اليوم, قد علمت الشعب الكثير من المعارف, وجعلت الناس يدركون الحقيقة وأزالت عن عيون البعض الغشاوة وأصبح قادراً على الرؤية الواضحة ليميز بين الاستغلال والحرص, ولكن للأسف البعض رغم وضوح الرؤية واستبانة السبيل إلا أنه مصر على المضي في طريق الشيطان ناكراً لأصله وتاريخه, وهذا النوع من الناس بات على درجة من التعقيد المركب لايعرف غير الدمار والخراب للبلاد. إن الحياة السياسية بكل مافيها من المآسي قد علمت الشعب التضحية من أجل المستقبل الموحد القوي المقتدر الذي يحقق العزة والقوة للأجيال, وعلمت الشعب القدرة على كشف الحقائق, ومعرفة الزيف وبات الشعب على قدر من الوعي المعرفي الذي استطاع من خلاله معرفة المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الأمن والاستقرار والدولة اليمنية الواحدة الموحدة, وهو ماجعله قادراً على تفويت الفرصة على المخططات الخارجية الهادفة إلى تمزيق الدولة اليمنية. إن الرؤية الشاملة اليوم في اليمن في الريف والحضر واحدة والصوت واحد والحس واحد فكلهم على حد سواء يدركون بأن وطنهم اليمني الكبير مستهدف من العدو وأن تجار الحروب وصناع الأزمات وأصحاب المصالح والأهواء قد تحولوا إلى أدوات شيطانية تنفذ المخططات العدوانية الخارجية من أجل تركيع اليمن للغير من أجل مصالحهم الخاصة فقط, ولذلك فإن الكافة اليوم أصلب عوداً من أجل ترجمة كل التحديات وبات الشعب يدرك أن من سيتخلف عن الحوار الوطني ماهو إلا أداة شيطانية تخدم المخططات الأجنبية لتدمير اليمن الكبير. إن المؤمل أن يكون الذين باعوا ضمائرهم قد أدركوا أنهم إنما يدمرون الوطن من أجل تحقيق أهداف العدو الطامع في الوطن وإذا أدركوا ذلك فإن المبادرة إلى العودة الجادة والصادقة إلى الوطن هي السبيل الوحيد بإذن الله.