أن يتحول البعض إلى مجرد أداة بيد الغوغاء وتجار الحروب وصنّاع الفتن بعد أن عرفه المجتمع صاحب مبدأ أمر يدعو إلى الغرابة، وينذر بخطر فادح على المبادئ والقيم والأخلاق، لأن التراجع عن القيم المعرفية يدلل على حجم الكارثة التي تنتظر المجتمع والفاجعة الإنسانية التي ستصاب بها المعارف الإنسانية. إن قول الحقيقة والالتزام بالصدق من القيم الأخلاقية التي تحدد قيمة الإنسان، وهي الفارق بين الوحشية والإنسانية، والله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان وميزه بالعقل عن بقية المخلوقات وجعله مخيراً وليس مسيراً ومنحه الحواس التي تعينه على الثبات على الفطرة الإلهية، والغريب أن نجد أناساً قد متعهم الله بكافة الحواس ومع ذلك يقبل على نفسه أن يكون أداة شيطانية لتخريب الحياة وتدمير القيم ونسف المبادئ والقضاء على روح الإسلام عقيدة وشريعة. إن المجتمع اليمني منذ فجر التاريخ الإنساني رسول الإسلام والمحبة، شديد الحرص على قيمه ومبادئه وقد جاء الإسلام الحنيف متمماً لمكارم الأخلاق التي تمتع بها اليمنيون ونابذاً لأية ظواهر تمس جوهر الحياة الإنسانية وهكذا تربى اليمنيون في كنف الإسلام على مكارم الأخلاق الحميدة، وكان الإلتزام بالعهود والمواثيق التي ارتضاها اليمنيون من أقدس الواجبات، ولايخالف هذا المنهج الإلهي إلا من قبل على نفسه أن يكون أداة بيد الغير من أجل الفساد في الأرض لمحاربة القيم والأخلاق. إن ظهور الإنحراف في السلوك عن المنهج القويم وعدم الالتزام بالمبادئ والاتجاه نحو تقليد الآخرين في كل شيء ليس من شيم وأخلاق اليمنيين، وقد أصبح هذا السلوك الذي يمارسه البعض وصمة عار على من يمارسه ولايمثل الأصالة وجوهر أخلاق اليمنيين الذين ينطلقون من الإسلام عقيدة وشريعة، بل إن اليمنيين كافة يرفضون ذلك جملة وتفصيلاً، وقد بات ذلك البعض منبوذاً ومكروهاً أمام كل يمني أصيل منهجه في الحياة الإسلام عقيدة وشريعة. إن الحاجة ماسة لجهود وطنية ودينية وإنسانية لإنقاذ البسطاء من الناس الذين يقعون فريسة سهلة أمام من باعوا ضمائرهم وجلبوا الدمار للبلاد والعباد وخلقوا التنافر وعدم التعايش وولدوا الحقد والكراهية، ولذلك ينبغي أن تتظافر الجهود من أجل يمن آمن ومستقر وموحد وخالٍ من الشوائب أياً كانت بإذن الله.