إن إدراك الحقيقة لم يعد صعباً على كل ذي عقل مفكر وعلى ذي بصر وبصيرة لأن من يحاول أن يعكر صفو الحياة السياسية ويريد تنغيص حياة اليمنيين هو من يدفع باتجاه تصعيد وتوتير الحياة وتعقيدها من أجل المزيد من الدمار والخراب للوطن. إن اليمنيين الذين عشقوا الوطن وامتزج حبه بإيمانهم بالله رب العالمين، لا يمكن أن تنطلي عليهم المكايد والمؤامرات التي تستهدف كيان الدولة اليمنية لأن التآمر بات واضحاًَ ولم يخفَ على أحد على الإطلاق, ولذلك ينبغي التنبه والحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن والعمل من أجل إسقاط الرهانات الخاسرة التي تريد أن توصل اليمن إلى الهاوية. إن المواطن اليمني الذي صمد أمام الأزمة السياسية قرابة أحد عشر شهراً لم يعد يفكر في شيء سوى أمن واستقرار ووحدة الوطن وبات يراقب التصرفات الناقمة والحاقدة والمصعدة والموتّرة للحياة السياسية بحذر بالغ وقد تعلم المواطن من الازمة السياسية كيفية الصبر على الأهوال وبات مترسخًا في ذهنه أن اليمن لا يمكن أن تتطور أو تحافظ على ما وصلت إليه من التطور ما لم يكن هناك أمن واستقرار ووحدة وإدراك بأن القوى الظلامية التي ترفض الآخر ولا تقبل بالرأي والرأي الآخر ولم تؤمن بالتعياش السلمي هي التي تريد تمزيق وحدة اليمن وإقلاق الأمن وتدمير الحياة والعبث بمقدرات الشعب. إن اليمن اليوم قد برهن للعالم منذ 1990م بأن الأمن والاستقرار والوحدة من أسس الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم, ولعل صمود اليمنيين خلال الأزمة من أجل الحفاظ على أمنهم واستقرارهم ووحدتهم قد أعطى للعالم رسالة بالغة الأثر مفادها أن الشعب اليمني شعب الحضارة والديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وأن القوى التي تدفع باتجاه تدمير الحياة السياسية في اليمن إنما تريد أن تدفع باتجاه تفجير الأوضاع الأمنية في المنطقة العربية والعالم بأسره بهدف الانتقام من الكيان العربي كله والسلم العالمي, ولذلك على الكافة إدراك خطورة هذا الاتجاه ومنعه من العبث بأمن واستقرار ووحدة اليمن وعلى اليمنيين أن يعتصموا بحبل الله في سبيل تفويت المؤامرة بإذن الله.