إن أمانة المسؤولية تدفع الكافة باتجاه الحوار الوطني الشامل والعمل على إنجاحه وتجاوز المعوقات ومواجهة التحديات أياً كانت؛ لأن في الحوار الوطني الناجح السبيل الوحيد الذي يوصلنا إلى استكمال النهج الديمقراطي وتعزيز الوحدة الوطنية ومنع الأطماع الدولية, وعلى الذين مازال في قلوبهم مرض الاستقواء بالغير على الوطن أن يدركوا أنهم ليسوا أكثر من أدوات تحقق تدمير اليمن وزعزعة أمنه واستقراره وتفكيك وحدته خدمة لأعداء الوطن الذين هالهم ظهور اليمن عقب الثاني والعشرين من مايو 1990م قوياً موحداً وسعيه بجدية صوب الوحدة العربية الكبرى. إن قوة اليمن في وحدته وتماسك مكوناته الجغرافية والبشرية, وبذلك تسقط أطماع القوى العدوانية التي تحلم بعودة بناء امبراطوريتها التاريخية الاستعمارية القديمة، سواءً كانت الأطماع الفارسية التي تريد أن تجعل من اليمن منطقة حروب وبؤرة صراع تمنع بناء قوة اليمن التي أثبتت عبر التاريخ أنها الرادع القوي التي كانت تحمي كيان الامبراطوريات اليمنية المعينية والسبئية والحميرية وتمنع الهيمنة والعدوان الفارسي الإيراني على الجزيرة العربية, أو الأطماع التركية التي تريد أن تجعل من اليمن سوقاً لإنتاجها الصناعي، وتحاول فرض السيطرة التركية على الجزيرة العربية خدمة للكيان الصهيوني الذي تتحالف معه لتدمير اليمن ومنع توحده. إن الأطماع الإقليمية المحيطة بالجزيرة العربية يزداد ظهورها وتحالفها مع القوى الصهيونية العدو الأساس للأمة العربية والإسلامية كلما شعرت بضعف مكونات الدولة اليمنية, وبدلاً من الإسهام في تقريب وجهات النظر بين المكونات السياسية في اليمن كما هو موقف العالم من ذلك, نجد إيران وتركيا تتسابقان على خدمة إسرائيل؛ من خلال التمرد على الرؤية العالمية بشأن اليمن التي تدعم الوحدة اليمنية وبقاء اليمن واحداً موحداً قوياً. إن ما أظهرته إيران وتركيا خلال الأزمة السياسية من العدوان على وحدة اليمن لا علاقة له بادعاء الإسلام، ولا يخدم وحدة الفكر الإسلامي, وإنما يخدم الكيان العنصري الصهيوني بدرجة أساسية؛ لأن مصالح إيران تتقاطع في الرغبة العدوانية المانعة لقيام الدولة اليمنية الحصن المنيع لكبح جماح الأطماع الإيرانية والتركية في السيطرة على الجزيرة العربية، وتحقيق رغبة الصهيونية في إبقاء الوطن العربي ضعيفاً؛ لأن اليمن قد أظهرت توجهاً وحدوياً قوياً نحو الوحدة العربية الشاملة التي يسعى لها أحرار اليمن. ولذلك نقول لكل ذي عقل في يمن الإيمان والحكمة: إن اليمن والوطن العربي محل أطماع القوى الفارسية والتركية والصهيونية، وإن مصالحهم قد تقاطعت في جعل اليمن بؤرة صراع لمنع توحد الوطن العربي وقتل الوحدة العربية، فلا يغرنكم زيف الادعاءات، فامنعوا الأطماع بالحوار الوطني الشامل بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك