إن واجب الانتماء إلى الوطن يتطلب التضحية من أجل الحفاظ عليه ومواصلة بنائه وإحداث التطوير والتحديث، ومنع التخريب والتدمير ومنع محاولات العابثين بأمنه واستقراره ووحدته، ولا يقصّر في أداء هذا الواجب الديني والوطني والإنساني إلا من قد باع ضميره ورهن نفسه للشيطان وخرج عن الصراط المستقيم. إن وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م بحاجة إلى كل أبنائه ولا يمكن أن يستغني عن أحد منهم، ولذلك يجب الوقوف أمام الأحداث والزوابع التي يحدثها البعض بهدف الانتقام من الحياة بروح المسئولية الوطنية، ولا يجوز السكوت على من يحاولون تدمير الحياة وتعطيل عجلة التنمية والبناء والإعمار، ويكفي ما حدث خلال أكثر من أحد عشر شهراً من هدم وتدمير للبنى التحتية والقيم الدينية والأخلاقية، ولا بد من العودة العملية إلى الشعور بالمسئولية من أجل بناء الإنسان وتعمير الوطن. إن الفعل الوطني والديني والإنساني هو الذي يخلد فاعله، أما التخريب والتدمير والإصرار على الكيد والمكر وانتهاج سياسة الانتقام من الإرادة الكلية للشعب فإنه وصمة عار على من يصر على فعلها، ولعل الأحداث المأساوية التي شهدتها اليمن خلال الأزمة السياسية قد كشفت الصورة الحقيقية لمن يريد الدمار والخراب، وبات العالم اليوم يرقب الأحداث بصورة جليّة، لأن المغالطات الإعلامية قد كشف أمرها. إن الواجب يحتم على الكافة الوقوف بجدية ومسئولية مطلقة أمام كل من يحاول العبث بأمن واستقرار ووحدة اليمن، وقد أدرك اليمنيون أهمية الأمن والاستقرار والوحدة ونتيجةً لذلك بات واجب حماية الوطن فرض عين على الكافة، لأن في تنفيذ هذا الواجب سلامة الجميع وعزتهم وكرامتهم وخيرهم بإذن الله.