لاشك أن النفوس المريضة هي التي تسعى لإفشال الحوار وتصب الزيت على النار من أجل إذكاء أوارها ، ولأن أصحاب النفوس المريضة قد أصابهم الوهم وسيطر عليهم الخيال فإنهم دون شك قد رهنوا أنفسهم لأعداء اليمن ، الذين استغلوا فيهم هذا المرض والوهم، وجعلوا منهم أدواتهم لتنفيذ مخططاتهم الهمجية والعدوانية على أمن واستقرار وحدة اليمن . إن أصحاب النفوس المريضة وإن تظاهروا بلباس الدين والإخلاص والتواضع إلا أن الأزمة السياسية قد كشفتهم على حقيقتهم، فظهرت أقوالهم وأفعالهم خلال الأزمة جرماً شنيعاً فلم يعد الدين يردعهم ولا الأخلاق أو التواضع يحد من تصرفاتهم القولية الفعلية ، ولم يعد بمقدورهم إخفاء حقيقة أمرهم مطلقاً ، فقد أباحوا كل وسيلة شيطانية لتحقيق غاياتهم العدوانية وهوى نفوسهم الشريرة لتدمير الدين والوطن والقيم الإنسانية . إن أساليب المكر والكيد والغدر والخيانة هي الموجه الحقيقي الآن لكل أقوالهم وأفعالهم فهم يقاومون المعروف ويساندون المنكر ويتخلون عن أيه قيمة دينية أو وطنية أو إنسانية ويسعون بشكل جنوني للتحالف مع قوى الشر والعدوان من أجل تحقيق غاياتهم الحاقدة على الدين والوطن والإنسانية ، ولم يهمهم منهج من يتحالفون معهم بقدر مايهمهم الانتقام وتدمير البلاد والعباد والقضاء على كل القيم الدينية والوطنية والإنسانية ، لأنهم يعتبرونها عوائق تمنعهم من الوصول إلى السلطة . إن من يسلكون هذا السلوك العدواني في سبيل الوصول إلى السلطة لايقبلون بالتعايش مع الغير ويعتبرون كل من لم يكن همجياً مثلهم عدواً لهم يستبيحون دمه حتى وإن كان منهم ، لأنهم لايريدون إلا القتل والتدمير ، ولذلك فعلى الكافة أخذ الحذر والاعتصام بحبل الله في سبيل مواجهة دعاة الفتنة الذين يريدون الوصول إلى السلطة عبر الدماء والتخريب والتدمير ، وينبغي تفويت الفرصة على المتآمرين بإذن الله .