الحرص على الكلمة الصادقة بات اليوم من أعظم المهام التي ينبغي القيام بها, لأن ما نقرأه في وسائل الإعلام المختلفة قد تجاوز القيم الأخلاقية وتحدى الثوابت الدينية والوطنية والانسانية, ولم يدرك الكثيرون خطورة ذلك الفعل إلا بعد أن مارسوه بفجور تحت مسمى الحرية, وعندما كنا نقول إن للحرية قيوداً ذهبية تهذبها وتشذبها, كانت تأتي الردود في غاية الغوغائية والهمجية, وعندما حذرنا من التمادي في تلك الممارسات العدوانية جاءت الاتهامات المعبرة عن فجور من يطلقونها, واليوم نرى أولئك الذين سنوا سنة سيئة يتمرغون في وحل سننهم السيئة ويشربون كأس الندامة. لقد أشرت في مواضيع سابقة أن البعض من ذلك البعض قد عاد إلى صوابه وأدرك خطأه وبدأ يستدرك بعض ما يمكن معالجته, غير أن أثر التربية الأحادية الفكر المتحجر يجعله يظهر بين الحين والآخر حقده المغروس في قلبه على الشعب ويعيب على الآخرين أقوالاً وأفعالاً وهو يقوم بها, بل وهو من سنَّ ذلك القول والفعل الفاجر, وتجد أحياناً كثيرة يجيز لنفسه تلك السنن المجرمة ويحرمها على غيره, وهذا هو الفجور الجديد القديم الذي يعاني منه المتمردون على مكارم الأخلاق. إن ترميم مكارم الأخلاق بات اليوم ضرورة حتمية تعيد للحياة رونقها, وصفاء تعاملها, وتمنع الانحرافات التي طغت على التصرفات اليومية, وتحد من الاختلافات التي مزقت النسيج الاجتماعي وعكرت صفو الحياة ومنعت التراحم والتعاطف وأبدلته بالجفاء والتشفي والحقد والبغضاء, وحولت المجتمع المنسجم المتراحم إلى تنافر ومنعت التعاون والتكاتف. إن مسئولية العودة إلى المنابع الصافية لمكارم الأخلاق مسئولية جماعية يتحملها الكافة ويأتي في مقدمة الكافة حملة الأقلام الوطنية النزيهة الذين ينبغي عليهم أن ينزهوا أقلامهم من الخوض فيما يولد الفجور والنكران, وأن تكون تلك الأقلام مشاعل للنور والمعرفة لكي نقضي على مخلفات الأزمة التي أتت على مكارم الأخلاق, ولايجوز الاستهانة بهذا الدور لأن مكارم الأخلاق أساس البناء والإعمار بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك