إن العمل على الالتزام بالمبادىء والقيم والثوابت أحد المؤشرات التي تحقق الرضا والقبول ,أما محاولات التجني أو الإثارة فإنه من الأساليب الكيدية, ونحن أمام وطن بحاجة من الكافة إلى البعد كل البعد عن تلقف الأشياء أو الصيد في المياه العكرة على حساب سلامة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته, ولايجوز للبعض النكاية بالوطن إلى حد الانتقام من كل المكاسب التي تحققت على أرض الواقع. إن العمل على تنفيذ المبادرة الرئاسية وسرعة إخراجها إلى حيز الوجود من الواجبات التي ينبغي على القوى السياسية الالتزام بها, بعيداً عن المزيد من إثارة الفتن وشحن الناس, لأن أولئك الذين ظلوا يطالبون بالمشاركة ويصعّدون مطالبهم عليهم اليوم بعد الموافقة على مبادرتهم التي تمثلت في الخمس النقاط التي وافق عليها رئيس الجمهورية يوم أمس أن يثبتوا مدى ولائهم لقدسية التراب اليمني وحرصهم على حقن دماء اليمنيين ويندفع الكافة نحو ترجمة هذه النقاط الخمس وسرعة العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية التي من واجباتها الأولى تشكيل لجنة وطنية لصياغة دستور جديد والإعداد للاستفتاء عليه وإجراء الانتخابات النيابية, ثم انتخاب رئيس الجمهورية من قبل المجلس الجديد لتبدأ بعد ذلك تسليم السلطة بطرق سلمية سلسلة تحفظ لليمن واليمنيين كرامتهم وعزتهم وتجنيب البلاد والعباد الفتن والفوضى. إن الوقت من ذهب فعلينا جميعاً أن نستفيد منه وأن لانبدده في الفتن والمزيد من الاحتقانات وأن يتقي الله الجميع في وطن الثاني والعشرين من مايو 90م وأن يكون الجميع على قدر عالٍ من المسئولية, وأن لايسجل اليمنيون في صفحات التاريخ صفحة سوداء تظل الأجيال القادمة تتاورى خجلاً منها , وهذا يحتم على العلماء والوجهاء والمشائخ والأعيان والساسة والمفكرين وقادة الرأي وكل قوى الخير والسلام الاجتماعي القيام بواجب الحفاظ على الأمن والاستقرار ووقف الحملات الإعلامية المثيرة وتوجيه الكافة نحو الحديث عن كيفية صناعة المستقبل الجديد الذي يعكس المستوى الحضاري للإنسان اليمني ويحقق الاعتصام بحبل الله جميعاً , ولم يعد أمام القوى السياسية من عذر مطلقاً وعليهم المبادرة نحو المستقبل بأمانة وإخلاص, فهل سنجد لذلك صدىً إيجابياً لدى القوى السياسية؟! نأمل ذلك بإذن الله.