أدرك الكثيرون في الشارع اليمني أن هناك استهدافاً للأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، وأن الذين يدفعون البسطاء إلى الإثارة والفوضى وترديد الشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ليس معهم هدف غير إيصال البلاد والعباد إلى ذروة الفوضى، ولذلك جاء التفكير العقلاني الذي ينبغي أن يسود في أوساط الشباب، وبدأ الكثيرون يطرحون الأسئلة الموضوعية، بدلاً من التشنجات والتعبئة الخاطئة إلى تلقوها خلال أكثر من أربع سنوات، ومن هذه الأسئلة: إلى أين سنمضي بالبلاد من خلال هذه الفوضى؟ وإلى متى سيظل هذا القلق الذي تسبب البعض في زرعه في نفوس العامة من الناس؟ ولماذا يتم تعطيل المصالح العامة والخاصة ومن المستفيد من كل ذلك ؟ إن مبادرة رئيس الجمهورية للشعب قد أعطت القدر الكافي من الطموحات التي يسعى إليها الشباب وحققت مطالب بعض القوى السياسية التي ظلت تتحجج بها منذ وقت طويل، ولم يبق سوى إتاحة الفرصة للتنفيذ العملي لتنفيذ المبادرة، ولم يبق من المنطقي الاستمرار في رفع الشعارات الغوغائية واستخدام العبارات المثيرة للفتنة، بل بات الواجب يحتم على الكافة العمل الجاد والمخلص من أجل إنجاز المهام الوطنية الدستورية التي تحقق الرغبة الجماهيرية في الوصول إلى ثمار مبادرة رئيس الجمهورية، ولا يجوز الإصرار على الفوضى والكبر ،وهنا يأتي دور العقلاء والحكماء بعد تلك المبادرة التي أسقطت كل الرهانات الخاسرة وفتحت مجالات واسعة أمام الكافة لصنع المستقبل بروح الجدية وبعيداً عن المزايدات والمناكفات. إن الحكمة تقول للذين غرهم الهوى: كفى عبثاً بأمن البلاد والعباد وتعالوا كافة لنصنع يمناً جديداً بدلاً من الكيد، تعالوا لنضع أيدينا في أيدي بعضٍ من أجل المستقبل، وكفى إثماً وبغياً، واتقوا الله في هذا الوطن، واعلموا أن الشعب لن يغفر لمن يستمر في الفتنة وتأجيجها وإشعال حرائقها في البلاد، ومازال الوقت متاحاً لمراجعة النفس والاتجاه نحو البناء والإعمار، وأن على يقين بأن الشرفاء والنبلاء في كافة القوى السياسية سيقولون كلمتهم في هذا الموقف ويتجه الجميع نحو صنع المستقبل الجديد بروح المسئولية والجدية بعيداً عن المصالح الذاتية والأهواء الخاصة وأن يكون هدف الجميع الصالح العام بإذن الله.