على رأس الأولويات التي ينبغي العمل على إنجازها والتركيز عليها خلال المرحلة الراهنة المستوى المعيشي للناس كافة, وإيجاد فرص العمل لامتصاص البطالة والحد من الفقر, وحماية الأمن والاستقرار, وتعزيز الوحدة الوطنية, وتنمية موارد الدولة, وإجراء الإصلاحات الدستورية والانتخابات النيابية. وهذه الأولويات ينبغي أن تكون أولويات الجميع سلطة ومعارضة, لأن المبادرة الرئاسية غير المسبوقة قد قطعت الطريق على الذين يزايدون بالتأبيد والتوريث, والذين لهم أجندة خارجية ويتلقّون التعليمات من خارج حدود البلاد من أجل القيام بدور التخريب والتدمير المخطط له سلفاً تحت مبررات واهية. وينبغي أن تكون المرحلة القادمة مرحلة الحوار والإنجاز والمضي حثيثاً باتجاه تنفيذ بنود المبادرة الرئاسية بعيداً عن التطاول والمماطلة واختلاق الأعذار, وينبغي أن ترافق هذا العمل الوطني شفافية مطلقة وموضوعية حادة, وأن تطرح القضايا على الرأي العام أولاً فأولاً, وأن يكشف الستار على الكافة ليعرف الشعب من هو المتصلب والمتعجرف الذي يريد أن يوصل البلاد والعباد إلى حالة الانهيار التام تنفيذاً لاتجاهات خارجية معادية لأمن ووحدة واستقرار اليمن. ذلك هو المطلوب عملياً, ولا يجوز الالتفات إلى الخلف أو محاولة التقليد وركوب الموجة, وليدرك الجميع أن المبادرة الرئاسية أقوى من الشعارات التي يتمترس خلفها البعض, وأعظم من مكايد البعض, وأكبر عمل يحقق الإرادة الكلية للشعب, فإذا كانت المعارضة صادقة فيما تطرحه فعليها الإسراع إلى طاولة الحوار وطرح قضايا الوطن دون مماطلة أو زيف, وعليها أن تكون أكثر إيماناً بالمسئولية الوطنية, وأن تتحمل الهموم والتطلعات الشعبية بصدق وإخلاص, وأن تتنحى عن المطالب الذاتية أو الشخصية أو الفئوية أو الشللية, أو محاولة فرض أجندة لا صلة لها بالمصالح الوطنية العليا. إن المرحلة لم تعد تحتمل التأجيج والزيف السياسي والتدليس الإعلامي على الإطلاق, وينبغي أن تكون الأمور على درجة عالية من الشفافية لفضح المتآمرين والمندسّين, وإطلاع الشعب على ذلك أولاً فأولاً, وأن تكون هناك إجراءات عملية تردع المزايد والمكايد وتفضح المتآمرين, وتنحاز إلى المصلحة العليا لليمن, وتتجاوز المصالح الحزبية الضيقة, لأن اليمن أكبر من الأحزاب والتنظيمات السياسية. فهل ستشهد المرحلة الراهنة عملاً من هذا النوع؟! نأمل ذلك بإذن الله.