يبدو أن الصلف والعنت والبغي قد تمكن من البعض ولم يعد للعقل والمنطق لدى هذا البعض أثر يذكر، وهنا ينبغي قول الحقيقة، وعلى الشعب أن يدرك من جديد بأن هذا البعض من القوى السياسية لديه نوايا عدوانية على المواطن، ولم يعد يقبل بالآخر مهما كان هذا الآخر، ولم يعد يحترم الشعب وإرادته بقدر ما يسعى إلى استقطاب الحاقدين والناقمين والفاشلين والذين فقدوا مصالحهم وأصحاب الأمراض المزمنة، وبات يتوهم بأن أولئك يمثلون الشعب وقادهم إلى الشوارع لترديد هتافات وألفاظاً لا تعبر عن القيم والأخلاق والانتماء، وإنما تعبر عن السقوط المريع في مستنقع الارتهان للغير. نعم لقد انعقد مؤتمر علماء اليمن ومازال منعقداً حتى اليوم وحاور رئيس الجمهورية الذي استجاب لصوت العقل والحكمة وقبل بما طرحه العلماء من الرأي، لإخراج البلاد من الأزمة التي افتعلها اللقاء المشترك، ثم ذهب العلماء إلى المشترك لمحاورته فلم يقبل المشترك محاورة العلماء إلا عبر وسيط اختاروه هم في أحزاب المشترك، ونقل هذا الوسيط مقترحات العلماء إليهم فطلبوا مهلة لتدارسها حسب زعمهم ومضت المدة المطلوبة، ثم طلبوا مدة أخرى ولم يصلوا إلى نتيجة عملية على الإطلاق بل قالوا بالحرف الواحد بأنهم لا يقبلون بالحوار مع أحد حتى مع أنفسهم، وهنا تفضلوا ياجماهير الشعب لتعرفوا أساليب اللقاء المشترك التي استخدمها مع المؤتمر الشعبي العام منذ 2006م وحتى اليوم وكان البعض يظن أن المؤتمر ربما يكون لديه بعض مما يدعيه اللقاء المشترك من الزيف والكذب، ولكن بانت الحقيقة فهاهم اليوم يمارسون نفس الأسلوب مع العلماء والحكماء ولا يقبلون بصوت الحكمة والإيمان مطلقاً ، ولذلك فإن على العلماء أن يتحملوا المسئولية الكاملة أمام الله والناس أجمعين في قول الحقيقة وإظهارها للملأ، وأن يصدروا قراراً حاسماً ضد من يحاول تدمير البلاد والعباد بعد أن يبذلوا كل ما في وسعهم من الجهود لإقناع الطرف الباغي والمتصلف من أجل العودة إلى جادة الصواب. إن الإصرار على الكبر والصلف عدوان على الأمة وخدمة للأعداء، ودليل على وجود أجندة خفية لا يعرفها الشعب، وهنا ينبغي التعامل بحذر مع مثل هذه المواقف التي صبر عليها الشعب طويلاً وحاولت تعطيل التنمية منذ وقت مبكر وتمزيق الوطن، وعلى العقلاء والحكماء من العلماء والمفكرين والمشايخ والوجهاء والأعيان والساسة وكل من له قدرة على التأثير أن يقولوا الحقيقة للشباب المغرر بهم، ويسعوا إلى منعهم من العبث بالأمن والاستقرار وأن يكون الكافة يداً واحدة إلى جانب العلماء لإنقاذ البلاد من عبث اللقاء المشترك الذي يسعى إلى التمزيق والتشرذم والله المستعان.