تظل المبادىء والقيم والأخلاق الدينية المكون الأساسي في الإنسان، وإذا فقدها انتفت عنه الصفات الإنسانية وتحول إلى حيوان لا يعقل، لا يميز بين الخير والشر،والغريب أننا نجد أناساً سلموا عقولهم للغير، فإذا فعلوا شيئاً يدل على العقلانية والإنسانية نجدهم في اليوم التالي يسعون إلى تغيير ذلك القول ويفعلون عكسه بسبب الاستسلام للقوى الشريرة التي ترغمهم على قول عكس الحق بل تحوّل الباطل حقاً وتغالط نفسها بذلك القول والفعل. لم تشهد الساحة تناقضاً وتنافياً مع المبادئ الأخلاقية مثل ماتشهده اليوم، ولم تصل الأمة إلى درجة الانحطاط والانقياد المطلق للعدو الخارجي مثل مانجده اليوم، ولم تركع الشعوب العربية وتخضع وتنجر وتنقاد بالريمونت كنترول مثل مانراه اليوم، ولم أجد في تاريخ الفكر السياسي العربي انهياراً لقيم العزة والكرامة والنخوة والغيرة مثل ماأجده اليوم على أرض الواقع، ولم أر مغالطة ومكايدة وإثماً كبيراً مثل ماأراه اليوم، ولم أقرأ في التاريخ القديم مساندة للفوضى من عقلاء القوم مثل ماأراه اليوم ، ولم أجد مكراً وكيداً وخداعاً وإصراراً على لي عنق الحقيقة كما هو اليوم، الأمر الذي يجعل العقلاء والمفكرين وكل من بقي من عقله شيء يتساءل؟ أين ذهب الناس بعقولهم؟ ولماذا استسلم البعض منهم للشيطان؟ إن المتابع لوسائل الإعلام سيجدها تركز على صوت الشر والهدم والتدمير من أين ماكان، وأذكّركم بهذا الذي سمى نفسه داعية يدعو لهدم كيان الأمة العربية والإسلامية وتدمير الأخضر واليابس باسم الإسلام، هذا المدعو بالسويدان الذي حذر العلماء الأجلاء المعروفون بخدمة الدين والوطن من أفكاره المعادية للدين والوطن، تجد قناة كهذه التي تدعي أنها عنوان اليمن وهي عنوان للفتنة والتمزيق والتخريب والتدمير تجعل من كلامه قرآناً ترتله ليلاً ونهاراً وتسعى خلف كل صوت ناعق بالخراب والدمار على الأمة ولم يعد يهم هذه القناة دين ولا وطن. إن حالة التناقض المذهلة التي يعيشها اليوم وطننا العربي الكبير تحتاج إلى وقفة جادة من علماء الأمة وعقلائها ومفكريها لمعالجة الأسباب والمسببات وحماية للسلم الاجتماعي والقيم الإسلامية والإنسانية وحماية الوطن، ولعل بلادنا بدأت في هذا الاتجاه من خلال مؤتمر العلماء الذي ينبغي أن لا ينفض إلا بعد أن يضع حداً واضحاً لمثل هذه الفوضى وإلزام الكافة بالاحتكام إلى كتاب الله، فالعلماء الربانيون هم مصابيح الأمة يبصرون الناس ويعيدونهم إلى سواء السبيل ويحقنون الدماء، وذلك ماشيده يمن الإيمان والحكمة بإذن الله.