لم يفكر احد أن الأزمة السياسية الراهنة قد نالت من خيرات البلاد والعباد ، بل ربما لايدرك البعض ذلك التأثير السلبي الذي أحدثته الأزمة السياسية على الاقتصاد الوطني وعلى مقدرات الوطن ولأن البعض من القوى السياسية لايهمها اقتصاد البلاد بقدر مايهمها المزيد من التخريب والتدمير في ذلك الاقتصاد فإنها تعمل على تأجيج الفتن والصراعات والأزمات، لأن الوطن بالنسبة لمثل اولئك النفر ، لم يعد الأرض والإنسان والدولة وقد أصبح الوطن لديهم الدرهم والدينار ، والأكثر من ذلك كله أن المعبود هو المال وحده . إن الفكر القائم على المنفعة الخاصة جداً لايمكن أن يحقق الخير للوطن ، لأن هذا الفكر ضد المصالح الوطنية العليا ولايعترف بالصالح العام ، ولذلك فكل الأقوال والأفعال والوسائل تسخر لخدمة المصالح الخاصة على حساب المصالح العامة ، ولذلك نجد أن أصحاب المنافع الخاصة لايفكرون في عواقب الأمور التي ستؤول إليها الأوضاع الاقتصادية على الكافة وحصر تفكيره فيما سيجنيه من الأرباح ، لأن التفكير في مثل هذه القضايا لايتم إلا بعقلية تجار الحروب الذين يجيدون تحقيق الأرباح على حساب الشعب ومن قوت الشعب ومقدراته . إن الأزمة السياسية الراهنة قد نالت من كل شيء في اقتصاد الوطن وأثرت على حياة المواطن ونالت من لقمة عيشه وأمنه واستقراره وسلامته ، وبات على العقلاء في اللقاء المشترك أن يقفوا وقفة جادة أمام هذه الأزمة وأن يحكّموا الكتاب والسنة وأن يعودوا إلى جادة الصواب ، وليدرك الجميع أن مايحدث في اليمن اليوم لم يعد مؤشراً إيجابياً على وجود العقلانية والنوايا الصادقة لدى أحزب اللقاء المشترك ، وأن الصوت الفاعل في ذلك التكتل هو صوت المنفعة الخاصة ولم يظهر حتى الآن من يتحدث عن الصالح العام . إن من الحكمة الرجوع إلى العقل والوقوف عند حدود المعقول وعدم الإفراط أو التفريط ، لأن الشعب لم يعد يحتمل كل هذا الإثم والجور والممارسات التي يحدثها اللقاء المشترك ، ولذلك فمن باب الوفاء للشعب الجلوس إلى طاولة الحوار والجد في العمل من أجل تجاوز مخلفات هذه الأزمة والتجرد الكامل من المصالح والمنافع الضيقة والنظرة العنصرية أو المناطقية والعودة إلى التفكير في الوطن اليمني الكبير وأمنه واستقراره ووحدته وسلامة المجتمع ، فهل نجد صوتاً عاقلاً ؟ نأمل ذلك بإذن الله .