لايجوز الإصرار على أفعال وأقوال لاتتفق مع مفهوم الوفاق الوطني الذي توصل إليه اليمنيون كافة من خلال مبادرة الأشقاء في دول الخليج العربي على الإطلاق, لأن معنى العمل للوفاق الوطني فتح صفحة جديدة من الفعل الوطني المشترك الذي يتحمل مسئوليته الجميع, أما محاولة الإصرار على استخدام مفاهيم ومصطلحات لتأزيم الحياة السياسية فإن ذلك يندرج في إطار الكيد والمكر والخداع الذي تعود عليه البعض خلال الفترة الماضية وحاول بذلك الأسلوب خداع الرأي العام العالمي لإيهام الجميع بغير الحقيقة على أرض الواقع والاستقواء وتقليد الآخرين بوهم زائف لايتفق م ع حقيقة الحياة السياسية في اليمن القائمة على منهج التعددية السياسية التي ارتضاها اليمنيون في 22 مايو 1990م. إن محاولة اختلاق البطولات الوهمية من أجل استنزاف مقدرات الشعب باسم تلك البطولات لم يعد يقبله الشعب على الإطلاق, وعلى الذين يتمترسون خلف الأوهام ويستغلون البعض من الناس الذين عملوا على تعبئة أفكارهم بالهوى الشيطاني الذي لايحقق إلا الشر والفتن أن يدركوا بأننا جميعاً تحت المجهر وأن المجتمع الإقليمي والدولي قد أدرك حقيقة الحياة السياسية في اليمن, وأدرك أن الشعب اليمني الذي حافظ على تجربته الديمقراطية والتعددية السياسية وصبر على جور الأزمة السياسية التي تجرع خلالها ويلات العذاب من أجل يمن آمن ومستقر وموحد ومزدهر لايمكن أن يقبل بتلك الممارسات التي تتجاوز مفهوم الوفاق الوطني, وأن المصطلحات المستخدمة من شركاء العمل السياسي في خطابهم السياسي والديني كادعاء الثورية لم تعد تقبل ولاتتفق مع مفهوم الوفاق الوطني ولم يقبل بها المجتمع الإقليمي والدولي الذي كانت له وقفة جادة مع المبادرة الخليجية التي حققت الخروج الآمن من الأزمة السياسية الخانقة. إن مايريده الشعب عقب الانتخابات الرئاسية المبكرة التي جرت في 21 فبراير الماضي ومنح الثقة المطلقة للمشير عبدربه منصور هادي من خلال انتخابه رئيساً جديداً للجمهورية اليمنية هو الوفاء المطلق والحازم باستكمال ماتبقى من المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وأي انحراف عن هذا المسار سيلحق الضرر بالوطن, وبدلاً عن البحث عن المصطلحات للبطولات الوهمية ينبغي المضي قدماً في تحقيق الأمن والاستقرار وإزالة أسباب التوتر من أجل أن تنطلق عجلة التنمية بإذن الله.