يبدو أن البعض من الذين يتمترسون خلف المشاريع الصغيرة لديهم قصور في الفهم الموضوعي للمكونات الجغرافية والبشرية لليمن الواحد الموحد، وملئت عقولهم بالتقوقع، وقبلوا بأن يكونوا مجرد أداة تحرك من خارج قدسية التراب الوطني. ونتيجة لهذا الجمود العقلي لم يعد لديهم الإحساس بالعزة والكرامة وقوة الدولة التي تكمن في تجميع عناصر القوة وكل مقدرات البناء، ولم يرد أمثال أولئك الانتهازيون أن يكون لهم طموحات، وأن يسطروا سفراً جديداً في بناء الدولة اليمنية القادرة على التحكم والسيطرة الذي يعزز مكانتها بين دول العالم ويستعيد مكانتها التاريخية التي صنعها اليمنيون الأوائل. إن الطموح المشروع دليل على قوة الشخصية وعدم القبول بالانكسار والعزم المطلق المدعم بروح المثابرة، من أجل بناء قوة الدولة اليمنية ذات القوة الاستراتيجية القادرة على حماية السيادة الوطنية لتعزيز الشخصية اليمنية في كافة أنحاء العالم، وهو العلامة الفارقة بين القبول بالتبعية للقوى الاستعمارية والإصرار على قوة الدولة الواحدة الموحدة ذات السيادة المطلقة التي تحقق شرف كافة اليمنيين وتعزز شخصيتهم الوطنية أمام العالم. لقد برهن اليمنيون من خلال تاريخهم الناصع بالإسهامات الكبرى في الحضارة الإنسانية أن ذلك الإنجاز لم يتم إلا في إطار الدولة اليمنية الواحدة من المحيط الهندي إلى صحراء الربع الخالي، بل إن اليمنيين قدموا للعالم برهاناً عملياً جديداً في 22مايو 1990م عندما حققوا إعادة لحمة الوطن اليمني الواحد، وأثبتوا للعالم بأن الوحدة اليمنية عامل أمن واستقرار، ليس لليمن فحسب ولكن للمنطقة العربية والعالم بأسره، حيث شهدت الملاحة العالمية للتجارة العالمية في البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي حماية وأمناً لم يسبق له مثيل. إن العالم يدرك اليوم أن استقرار اليمن وبقاءه واحداً موحداً بات ضرورة دولية، وقد استفاد العالم من ذلك الاستقرار الذي صنعه اليمنيون منذ 23عاماً من عمر الجمهورية اليمنية عقب إعادة وحدة الدولة في 22مايو 1990م.. ولذلك جاء العالم اليوم إلى اليمن ممثلاً في مجلس الأمن الدولي؛ ليجسد هذه الحقيقة الموضوعية، ويشجع اليمن على الحفاظ على وحدة وبناء قوة الدولة القادرة على الحفاظ على كيانها وسيادتها المطلقة، ولذلك على الذين يسعون إلى كسر قوة اليمن مستغلين بعض ضعفاء النفوس أن يدركوا أن مصالحهم لا تتم إلا في قوة الدولة اليمنية الواحدة الموحدة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك