إن استشعار مسئولية بناء الأمن القومي للجمهورية اليمنية يتطلب استلهام عِبر التاريخ وعظاته بهدف التعرف على كيفية بناء الثورة والحفاظ عليها، ومنع تهديد كيان الدولة اليمنية والتخلي المطلق عن الادعاءات المناطقية والفردية، لأن التقوقع القروي لا يمكن أن يحقق بناء القوة ويجمع عناصرها ويعزز تلاحمها على الإطلاق، والأكثر من ذلك أن المناطقية والقروية منطق الهزيل الذي لا يحمل طموحات وطنية كبرى بحجم اليمن ويلجأ لمخلفات الاستعمار التقسيمية ظناً منه أن الوطن يخلو من طموحات الرجال الأشداء في كل المكونات الجغرافية للجمهورية اليمنية، ولم يدرك أن أبناء اليمن من أرخبيل سقطرى حتى صحراء الربع الخالي يحملون طموحات قومية لا حدود لها ولا يرون أنفسهم إلا في أرفع المكانة بين الأمم ولا يقبلون بالتشظي والانقسام. إن التفكير القروي يقزم صاحبه ويمنع عنه الطموح ويجعله فريسة سهلة للأعداء، وربما يصبح مسيراً وليس مخيراً نظراً لصغر حجمه وضعف قوته وقلت إمكاناته وهوانه على العالم، ولذلك ينبغي التركيز خلال مرحلة الحوار الوطني على استشعار عظمة الدولة اليمنية القادرة والمقتدرة على التحكم والسيطرة وفرض السيادة الوطنية المطلقة على كل المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية التي تجعل الإنسان اليمني يحظى بالاحترام والتقدير أمام العالم. إن استلهام العبر والعضات من تاريخ بناء اليمن عبر مراحل التاريخ القديم والمعاصر ضرورة معرفية تعزز قدرة المحاور على طرح القضايا بروح وطنية مسئولة تسهم في تجميع عناصر بناء القوى القومية للدولة اليمنية وتحول دون تشتيتها وإهدار قدراتها وضياع إمكاناتها المادية والبشرية، وهذه مسئولية وطنية كبرى يتحملها المنتدبون للحوار الوطني الشامل ولا يجوز التخاذل أو التساهل في حمل الأمانة التي أوكلت إليهم، وهم تحت مجهر الشعب الذي لن يقبل منهم التخلي عن تجميع عناصره قوة الدولة اليمنية وإننا على ثقة بأنهم سيكونون عند مستوى المسئولية المدنية الوطنية والإنسانية بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك