خلال الأيام الماضية من انطلاق الحوار الوطني شعر بعض المواطنين بالخوف القلق بسبب المظاهر التي ظهر بها البعض من أعضاء الحوار التي استقرت البعض الأطراف وأحدثت ردة فعل فيها ما يبرر خوف المواطن وقلقه على سلامة الموطن أمنه واستقراره، غير أن تلك المظاهر العبثية وردود الفعل المتسرعة سرعان ما تزول ويمحى أثرها السلبي المستفز للناس كافة، ويحل محلها صور من التآخي وروح المسئولية واستشعار الخطر الذي يتحين الفرص لتحقيق اغراضه العدوانية ويحاول تغذية الصراعات ليخلو له الجو لضرب الجذور التاريخية لإنسان اليمن ومنع رفع هامته أمام العالم. لقد أشرنا في كثير من المواضع أن المتقدمين للحوار الوطني لم يعودوا يمثلون أنفسهم ولا أحزابهم ولا مناطقهم ولا فئاتهم، وإنما يمثلون اليمن كله بكل مكوناته البشرية والجغرافية، وعليهم أن يحافظوا على شرف التمثيل الكلي للجمهورية اليمنية، وأن يتخلوا عن كل المؤثرات السلبية ممن كانت، وأن يتجردوا من العاطفة، وأن يفكروا في اليمن أولاً وأخيراً ومستقبل الأجيال، وأن يكون لديهم القدرة على التخيل والتنبؤ لآثار ما يمكن أن يتوصلوا إليه، ولا يجوز أن يكون الحديث الذي يصدر من أحدهم عاطفياً ولا فوضوياً ولا مناطقياً أو قروياً أو مذهبياً، ولا تأخذوا من الجهات التي أنتدبتكم إلى الحوار إلا ما يخدم أمن واستقرار ووحدة وتطور اليمن ويعزز التلاحم الوطني ويحقق العدالة والمساواة والتسامح والتصالح. ولكم أن ترفضوا كل إملاءٍ أو طرح يمزق شملكم ويمنع توحدكم ويضعف عزيمتكم الوحدوية أو ينال من حريتكم، وعليكم أن تدركوا أنكم تمثلون الشعب من أجل تحقيق آماله وتطلعاته وقوته وعزته وشموخه، وهذا التفويض بمثابة العقد الذين بينكم وبين الشعب فإن أخللتم بهذا العقد المؤقت والمحدد بفترة زمنية، فإنكم بذلك الإخلال لم تعودوا تمثلون الشعب، ولن يسمح لكم الشعب أن تمثلوا به، لأنه ارتضاكم ممثلين له في الحوار ولن يرضى بأن تمثلوا به على الإطلاق. إن الفرق بين من يمثل الشعب ومن يمثل بالشعب شاسع، فالأول يلتزم بالآمال والطموحات التي تعزز الوحدة الوطنية تصون السيادة الوطنية وتحترم الإرادة الكلية لكل المكونات البشرية والجغرافية للجمهورية اليمنية، ولا يسمح لنفسه يقول غير ما يحقق الإرادة كلية للجمهورية اليمنية، وأما الثاني فهو الذي يجعل من نفسه مسيراً وليس مخيراً ويردد ما يملى عليه من أصحاب النفوس المريضة ويتحول إلى مجرد شخص يتبنى أفكار التقزيم والتجزئة ولا يفكر بمستقبل الوطن وأجياله، ولا أعتقد مطلقاً أن أحداً يقبل على نفسه أن يكون كذلك، لأن المتحاورين من خيرة أبناء اليمن وجديرون بتمثيل الشعب من أجل عزة ووحدة وقوة اليمن الواحد الموحد، لا عيب في طرح القضايا الوطنية مهما كانت بهدف إيجاد الحلول اللازمة لها بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك