التفكير بروح المسؤولية في تجميع عناصر القوة القومية لليمن بات ضرورة لازمة من لوازم الحياة الكريمة التي تصون السيادة الوطنية المطلقة على المكونات البشرية والجغرافية للجمهورية اليمنية؛ لأن البعد الاستراتيجي في الأمن القومي لم يعد قادراً خلال هذه المرحلة على استلهام مكونات القوة بأبعادها الجيوسياسية، بمعنى أن الاعتماد على الذات في بناء القوة الوطنية في إطار القوة القومية بات الالتزام به واجباً مقدساً من أجل حماية السيادة المطلقة لليمن؛ لأن استهداف الأمن القومي العربي من القوى الاستعمارية قد أصاب الوطن العربي الكبير في مقتل، ولذلك ينبغي التركيز على تجميع عناصر بناء القوة الذاتية لليمن ومنع اختلال القوة وتفويت الفرصة على المتربصين بالوحدة اليمنية. إن الظروف الإقليمية والدولية خلال هذه المرحلة تدفع باتجاه بناء القوة اللازمة للدولة اليمنية القادرة والمقتدرة التي تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية والعالم، وهناك إجماع إقليمي وعربي ودولي على ضرورة بقاء اليمن قوياً وموحداً؛ لما أثبته اليمن خلال 23 عاماً من عمر الوحدة اليمنية من القدرة على حماية التجارة الدولية ومواجهة الإرهاب ومنع القرصنة، بالرغم من الإمكانات المتواضعة في القوة البحرية. إن الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به اليمن ينبغي أن يكون من عناصر بناء القوة القومية لليمن؛ لأن الاستفادة من الموقع الجغرافي من خلال الإطلال على البحر العربي والمحيط الهندي والبحر الأحمر والإشراف على مضيق باب المندب هو البعد الاستراتيجي الذي ينبغي بناء القوة القادرة على الوفاء بالتزامات اليمن في الملاحة البحرية، ونظراً لهذا البعد الحيوي فإن أقطاب العلاقات الدولية يرون ضرورة بقاء اليمن واحداً موحداً من أجل أمن واستقرار العالم. إن تجميع عناصر القوة يبدأ من تجاوز المشكلات الوطنية من خلال الحوار الذي ينبغي أن ينخرط فيه كافة المكونات السياسية في اليمن، ثم على المتحاورين أن يدركوا أن قوة اليمن في وحدتها، وأن احترام ودعم العالم مرهون بمدى القدرة على تحقيق الاندماج السياسي وتعزيز الوحدة الوطنية، ولذلك فإن المسؤولية في الحوار الوطني بالغة الأهمية، وعلى الذين انتدبوا للحوار أن يقدروا حجم المسؤولية والأمانة الملقاة على عواتقهم؛ لأن الحوار البداية الأولى لتجميع عناصر بناء قوة اليمن الواحد الموحد بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك