لن يفت في عضد بعض التقولات والتفسيرات المريضة؛ لأن الهدف هو تسخير فكري وجهدي لتحقيق المصالح الوطنية الاستراتيجية الكبرى لليمن، ولم يعد يهمني رضا فلان أو غضب آخر بقدر ما يهمني رضا ربي الله الذي بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير. ولذلك فإن ما أقوله أو أكتبه نابع من قناعتي ومبادئي الراسخة رسوخ الجبال؛ لأن اليمن عندي أولاً وأخيراً، واليمن التي أقصدها ليست القرية كما هو حال بعض القرويين، ولا المنطقة كما هو الحال لدى بعض المناطقيين، وإنما الرقعة الجغرافية للجمهورية اليمنية من أرخبيل سقطرى جنوباً حتى رأس المعوج في ميدي بالبحر الأحمر، والرقعة الجغرافية ليست المكونات الجغرافية فحسب وإنما المكونات البشرية الثروة الحقيقية لليمن الواحد الموحد. لقد ناقشت في العديد من المقالات المنشورة في صحيفة (الجمهورية) فدرلة اليمن وشكل الدولة وشكل النظام السياسي، وكنت قد أشرت إلى ضرورة إخضاع دستور الجمهورية اليمنية الحالي للدراسة والبحث؛ لمعرفة مكامن القوة ومواقع الضعف، وطالبت بأن البحث في هذه الجوانب ينبغي أن يكون بعيداً عن العواطف والولاءات الضيقة والفهم القاصر، وأشرت إلى ضرورة التجرد من كل المصالح النفعية والنظر في هذه المواضيع بعين الوطن كله وبكل مكوناته الجغرافية والبشرية، من أجل تحقيق الخير العام للناس كافة، بعيداً عن الأنانية والذاتية. إن اليمن اليوم - وهي على أبواب الحوار الوطني الشامل - في أمسّ الحاجة إلى النظرة الاستراتيجية التي تؤسس للمستقبل البعيد؛ لأن قصر النظر لن ينقل اليمن إلى مصاف الطموحات الاستراتيجية القومية التي ظهر فيها اليمنيون على مدى التاريخ بصور الوفاء والعزة والقوة والسيادة والتوحد المطلق الذي ينشده اليمنيون وكل إخوانهم العرب وكافة المسلمين. ولذلك فإن انطلاق الحوار اليوم بات العلاقة الفارقة التي ينتظر نتائجها العالم بأسره؛ لنقدم الأفضل في الحياة السياسية القائم على التداول السلمي للسطلة عبر وسيلة وحيدة ومشروعة هي الانتخابات العامة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=467938586578555&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater