لم يشعر المواطن بالقلق والخوف على ذاته وحياته مثلما يشعر بالخوف والقلق على سلامة الوطن الواحد وأمنه واستقراره، الآن المواطن اليمني الحر يرى أن كرامته وعزته وقوته في سلامة وقوة اليمن الواحد والدولة الواحدة، ولا يرى نعيم الوهم الذي تروّج له بعض القوى السياسية في الفرقة والشتات، لأنه يدرك تمام الإدراك إن الفرقة والتمزق لا يأتي بالأمن والاستقرار ولا يأتي بالتطور والازدهار وإنما يأتي بالحروب الدائمة التي يكون ضحيتها المواطن البسيط ومقدرات الشعب وموارده. إن تجارب التاريخ الضارب بجذوره في أعماق الأرض اليمنية منذ آلاف السنين قد علّمت إنسان اليمن أن القوة والعزة في وحدة الأرض والإنسان والدولة، وأن الاستقرار والتطور والازدهار وبناء الحضارة وأخذ المكانة بين الأمم لا تتم إلا في ظل دولة قوية واحدة وأرض واحدة وجهود واحدة تقودها الآمال العريضة نحو العلياء والسمو والرفعة بين الأمم. إن الإحساس بخطر القادم في ظل الفرقة والشتات ظاهرة صحية تدل على القدرة على التنبؤ والتحذير الدائم من خطور الضعف والإنكسار والوقوف أمام الطموحات الفردية التي تغلّب المصالح الخاصة على المصالح العامة وتدفع نحو الهاوية تحت مظلة الوهم والزيف، وتجعل من المعنيين برسم ملامح المستقبل والمتحاورين من أجل المستقبل يفكرون بعمق استراتيجي بعيد المدى يخدم الأجيال القادمة ويضمن لهم القوة والتوحد وبناء الدولة القوية القادرة والمقتدرة ويضمن المواطنة المتساوية أمام الدستور والقانون، ويقضي على عوامل الفرقة ويعزز عوامل القوة والبناء ويدفع نحو الأفضل الذي تتحقق فيه آمال التطوير والتحديث المعزز لبناء قوة الدولة اليمنية الحديثة. إن أفكار التقوقع والتمترس خلف الأوهام والأحقاد والأغراض الشخصية لم يعد اليوم ممكناً، لأن الشعب أكبر من المكايدات الشخصية وأعظم من النظرة القاصرة وأقوى من اليد الواحدة وأكبر من الأشخاص وهو الأحق بوحدة الأرض والدولة وصناعة الحضارة الإنسانية، ولذلك فإن المطلوب اليوم من المتحاورين في الحوار الوطني الشامل أن يفكروا بالعقل الجمعي الذي يمثل الإرادة الشعبية الجامعة والموحدة وأن يتخلصوا من الإرادات الفردية أوالفئوية أوالمناطقية أو الحزبية من أجل يمنٍ قوي وآمن ومزدهر بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك