لم يكن الحوار منهجاً ترفياً في فكر المؤتمر الشعبي العام؛ بل منهج حياة تأسس عليه المؤتمر وبنى قواعده على مبادئه وآدابه وقيمه الدينية والوطنية والإنسانية. ولذلك جاء تكليف مؤسس المؤتمر الشعبي العام الأخ علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية – رئيس المؤتمر الشعبي العام للجنة العامة بالحوار مع أحزاب المشترك بشأن آلية تنفيذ المبادرة الخليجية من القناعة المنهجية التي آمن بها اليمنيون والتي يرون من خلالها أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل الخلافات. إن الحوار الذي بات منهج الحياة في شعبنا اليمني هو السبيل الذي يحقق من خلاله أطراف الاختلاف الرؤية الواحدة التي تحقق الرضا والقبول من قبل الشعب. ولذلك ينبغي على أحزاب اللقاء المشترك أن تبادر إليه وتلتزم بثوابت الوطن وتكف عن التصعيد الذي خلّف الخراب والدمار، وأن يكون الحوار لديهم منهج حياة. كذلك إن من يلتزم منهج الحوار يدلل على شديد حرصه على البلاد والعباد, ومن يحاول التملص من الحوار يدلل على ضعف حجته وإفلاسه السياسي وغياب الرؤية الوطنية لديه. وقد برهنت الأحداث الدامية التي تولدت عن الأزمة السياسية أن الحوار وحده هو الكفيل بإيجاد الرؤى الوطنية التي تحقق الإرادة الكلية للشعب وتصون النسيج الاجتماعي وتحصّن الأمن والاستقرار وتعزز الوحدة الوطنية وتفوّت الفرصة على الحاقدين على اليمن. إن على العقلاء والنبلاء في اللقاء المشترك أن يدللوا على وفائهم لوطن الثاني والعشرين من مايو المجيد، وأن يسلكوا الطريق السليم, وأن يكون منهج الحوار أسلوب الحياة لديهم, وأن يدرك الجميع أن الوصول إلى السلطة لا يمكن أن يتم إلا عبر الوسائل المشروعة. أما محاولة الانقلاب على الشرعية الدستورية؛ فإن ذلك مرفوض من الجميع بإذن الله.