إن تعقيدات المرحلة وظروفها الاستثنائية تحتاج من العقلاء والحكماء وقفة وطنية جادة لمراجعة كل المفردات من الأقوال والأفعال ومحاسبة كل من يخل بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ولا يجوز السكوت على من يمارس القول والفعل الذي يتعارض مع مفهوم الوفاق الوطني والمبادرة وآليتها التنفيذية لأن السكوت على ذلك يعد خرقاً فاضحاً للمبادرة وآليتها التنفيذية وتحدياً صارخاً للثوابت الدينية والوطنية والإنسانية. لقد شهدت الساحة الوطنية أقوالاً وأفعالاً ممن لا هم لهم سوى تأزيم الحياة السياسية والنفخ في النار وظهر المأزومون للحياة باستمرارهم في إدعاء الأوهام والأباطيل التي تمردت تماما عن مفهوم الوفاق الوطني والمبادرة وآليتها التنفيذية وكانت تلك الأقوال والأفعال المثيرة واحدة من الأفعال المحرمة التي تجاوزت العهود والمواثيق وظهر أصحابها بصورة المستفز للإرادة الكلية للشعب التي صنعت الوفاق الوطني وبرهن المأزومون للحياة السياسية أنهم أعداء الإنسانية ولا يهمهم وطن أو أمن واستقرار أو وحدة وطنية بقدرما يهمهم إرضاء أسيادهم أياً كانوا من أجل تخريب الوطن وتدمير مقدراته. أن تلك الأقوال والأفعال التي تجاوز مفهوم الوفاق الوطني وتحدت إرادة الخير والصلاح وحاولت تعطيل المبادرة وآليتها التنفيذية واحدة من الأفعال التي تعودت قوى الشر والعدوان على تسويقها لبسطاء الناس مستخدمة حملة إعلامية تضليلية عنوانها الزور والبهتان والفجور بهدف إقناع البسطاء من الناس ولكن الواقع كان أقوى من الزور وأعظم من الفجور وقد حمد الخيرون الذين يرون أن مصلحة الوطن فوق هؤلاء والأشخاص وكشف الله المرجفين في الأرض ومحا بهتانهم. إن من يريد الخير والصلاح لهذه البلاد لا يمكن أن يكون معول هدم ولا يرفع سعار الفجور والعدوان ولا يتجاوز مفهوم الوفاق الوطني الذي صنعه اليمنيون من أجل التخلص من الأزمة التي أكلت الأخضر واليابس وسامت الناس سوء العذاب فهل يكف المرجفون عن إدعاءاتهم العدوانية من أجل أن يمضي الجميع لاستكمال ما تبقى من المبادرة وآليتها التنفيذية؟ نأمل أن يظهر فيهم صوت الخير والصواب من أجل إعادة إعمار الوطن وترميم القيم بإذن الله.