لايزال البعض من الذين مارسوا صنوفاً من الزيف خلال الفترة الماضية التي ظهرت فيها الأزمة السياسية يعيشون الوهم ومحاكاة الآخرين وتقليدهم, دون أن ترقى ذواتهم وأقوالهم وأفعالهم إلى مستوى الوطن اليمني الكبير, فمارسوا الزور والبهتان، وحاولوا قلب الحقائق، في تحدٍ صارخ لمفهوم الوفاق الوطني؛ بهدف إعاقة التسوية السياسية والانقلاب على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، واستخدموا لغة فجة ومفضوحة، استطاع من خلالها الشعب أن يميز بين الخبيث والطيب, الأمر الذي مكنه من التماسك والترابط وعدم الانجرار خلف تلك الأقوال والأفعال التي تجاوزت الثوابت الوطنية. إن الإصرار على ممارسة تلك الأقوال والأفعال التي ما أنزل الله بها من سلطان دليل على عدم تقديس الوطن وإجلاله, وهذا السلوك المشين بات الشعب يدرك أصحابه، ولم يعد يعرهم اهتمامه وتقديره بقدر اهتمامه بالوطن ووحدته وأمنه واستقراره وسلامة سيادته الوطنية, بل إن الشعب يدرك اليوم أن الحوار الوطني الشامل علامة فارقة تميز بين من يحرصون على المصلحة العليا لليمن ومن يحرصون على المصالح الخاصة والضيقة. إن الاستعداد للحوار الوطني بروح المسؤولية الوطنية البوابة العملية لمد جسور الثقة بين الشعب والقوى السياسية, بل إنه نقطة الانطلاق نحو آفاق جديدة تزول فيها الأحقاد والضغائن وتسمو فيها روح المحبة والتسامح والتصالح التي تعزز الاتجاه الكلي صوب تجميع عناصر القوة التي تمكن اليمن من الحفاظ على مكانته بين الأمم. إننا نجدد الدعوة لكل الذين مازال مرض الوهم يعاني منه البعض إلى الخروج من ذلك النفق المظلم الذي وضعوا أنفسهم فيه إلى رحاب الوفاق الوطني والتسوية السياسية والكف عن الممارسات العدوانية ضد الوطن, والاتجاه نحو الحوار الوطني الشامل؛ لأنه الفرصة السانحة للخروج من طغيان الثورية الغوغائية إلى رحابة الوطن والتصالح مع الشعب؛ لخلق الثقة ومد جسور الاتصال والتواصل, ونحن على يقين بأن العقلاء والحكماء وأهل الإيمان هم من سيدركون ذلك، ويكفون عن الخطاب المستفز الذي يؤجج الفتنة, ويجعلون من الحوار الوطني بوابتهم لخلق الثقة، ومحو الآثار الكارثية التي خلفتها الأزمة السياسية من أجل يمن أفضل بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك