إن كل من يحاول إحباط العملية الوطنية السياسية الكبرى التي التزم اليمنيون كافة، نفاذها أمام الله والعالم أجمع من أجل إخراج اليمن من الأزمة السياسية الماحقة، هو من يريد تدمير اليمن وانتهاء وجوده من خارطة العلاقات الدولية، وهو من يسعى إلى محو آثار اليمن الحضارية والإنسانية والأخلاقية والدينية، وهو من يؤزم الحياة السياسية ويسمم الحياة الاجتماعية ويسوم الناس سوء العذاب إرضاءً لأعداء اليمن وأعداء الإنسانية. إن إقدام الرئيس علي عبدالله صالح على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة قد كشف حقيقة من يتآمر على أمن واستقرار ووحدة اليمن، وأن الرجل الإنسان علي عبدالله صالح قد وضع العالم بأسره أمام هذه الحقيقة، لأن فعله الوطني والديني والإنساني الذي حاول حقن الدماء والحفاظ على الممارسة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، واحترام الإرادة الكلية للشعب، والتمسك بحق الشعب في امتلاك السلطة قد فضح حقيقة من يتآمرون على اليمن ومن يعبثون بأمنه واستقراره وبصر العالم بتلك الحقيقة. إن الإخلال بمبادرة الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها المزمنة دليل على عدم احترام العهود والمواثيق، ودليل على إصرار القوى الظلامية من أجل تدمير اليمن، خدمة لمصالح الأعداء الذين يتربصون باليمن ويدعمون الفتن، ولذلك كله على الحكماء في اليمن أن يدركوا بأن الواجب هو حماية المبادرة الخليجية ومنع العابثين الذين يسعون إلى تدمير المؤسسات الحكومية وتعطيل الحياة العامة ومنع العملية الإنتاجية في مجال التنمية. إن الوطنيين الشرفاء الذين كان لهم شرف بناء الدولة اليمنية الحديثة مع الرئيس علي عبدالله صالح قادرون بإذن الله على مواصلة مسيرة البناء وإعادة التعمير، ولكن ينبغي على الجميع تشكيل الاصطفاف الوطني من أجل المضي في إنجاز المبادرة وآليتها المزمنة والوقوف أمام عناصر التخريب والعبث ووضع حد لمن يريد تدمير الوطن، وأن يعمل الجميع من أجل الأمن والاستقرار والوحدة بإذن الله.