أدرك اليمنيون أن الفوضى العارمة التي خلفتها الأزمة السياسية, لايمكن أن تحقق الأمن والاستقرار, بل عملت على إضعاف قدرات الدولة وحرمت المواطن من الخدمات العامة وأوقفت عجلة التنمية, وبثت الرعب وخلقت الكيد والكذب والزيف والبهتان, وأعطت الفاشلين في حياتهم السياسية والاجتماعية والعلمية الفرصة للانتقام من كل وسائل الحياة المدنية وحولت الشارع إلى صورة من الغوغاء والهمجية ودمرت القيم والأخلاق. إن إدراك اليمنيين لخطورة الفوضى على الحياة المدنية جعلهم يقفون وقفة إجلال وإكبار لرئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي قدم المبادرات الوطنية منذ وقت مبكر, وآخر تلك الأعمال الوطنية ذهابه إلى الرياض للتوقيع على مبادرة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية من أجل إنقاذ البلاد من الأزمة السياسية والفوضى العارمة التي خلفتها. إن الإرادة الكلية للشعب قد قبلت بالمبادرة وآليتها المزمنة, والهدف هو تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على الوحدة الوطنية وصيانة السيادة اليمنية وعدم إتاحة الفرصة لأعداء اليمن والعمل من أجل حقن دماء اليمنيين ومنع الإرهاب والتدمير الذي خطط له الحاقدون على اليمن الأرض والإنسان والدولة, ورغم كل ذلك الفعل الوطني الذي قدمه الوطنيون الشرفاء إلا أن قوى الكيد والظلام والجهل التي رهنت نفسها لخدمة الأهداف العدوانية على اليمن مازالت تعمل ليلاً ونهاراً من أجل إفشال المبادرة وظهرت ممارسات تنذر بالخطر في هذا الاتجاه. إن الواجب الديني والوطني والإنساني يحتم على القيادات الوطنية المستنيرة داخل تكتل اللقاء المشترك أن تقف أمام عناصر التخريب والتدمير التي تدفع الوطن إلى الهاوية بجدية وأن تعمل على وقف تلك الممارسات التي لم تعد خافية على المواطنين الذين ضاقوا ذرعاً, وتمديدها إلى كل الذين بذلوا الخير وآثروا الوطن على المصالح الضيقة من أجل الحفاظ على الوطن وسلامته بإذن الله.