الانصراف إلى غير المهام الوطنية مؤشر بالغ الخطورة والاهتمام بقضايا لا تتطلبها المرحلة قصور في فهم الحياة السياسية وانعدام للرؤية ان لم يكن نية سوداء ميتة، أقول ذلك لأنني ألمس وأرى وأسمع أشياء لا تتفق مع مفهوم الوفاق الوطني الذي تمكن اليمنيون العقلاء والحكماء والمستنيرون من الوصول إليه ، وقدم الشرفاء والنبلاء والعظماء التنازل من أجل الوصول إليه فالكلمات البذيئة والألفاظ القذرة والنعوت المختلفة المستورة والمقلدة مازال البعض يرددها وهم شركاء في الحياة السياسية ولا يحترمون الشراكة ولا يفون بالعهود والمواثيق. إن الإصرار على التمترس خلف الأوهام استهانة بالإرادة الكلية للشعب صاحب الشرعية الدستورية الذي صبر وصابر من أجل الوصول إلى الوفاق الوطني الذي ينبغي ان تنتهي فيه كل الشعارات المستوردة وتسود المحبة والسلام وتنتهي فيه المظاهر المسلحة إلى تستفز المواطنين ليلاً ونهاراً وتعود الحياة إلى حالتها الطبيعية ليشعر المواطن بمعنى الحياة المدنية ودولة النظام والقانون وسيادة وهيمنة الدستور على كل أبناء الوطن وتنتهي العنجهية والغوغاء إلى الأبد. إن حكومة الوفاق الوطني معنية بمعالجة هذه الاختلالات والضرب بيد من حديد من أجل إنفاذ الدستور والقانون وبسط سلطات الدولة وهيبتها وينبغي ان يكون هذا الهم هو الأساس في حكومة الوفاق الوطني ولا يجوز الانصراف إلى التناقضات والأعمال التي تعمل على خلخلة المؤسسات وشل عملها بسبب الرغبات والنزعات والأهواء الشخصية. إن المهام العاجلة أمام حكومة الوفاق الوطني واضحة ولا تحتاج إلى اجتهادات وتنظيرات على الإطلاق وينبغي استثمار الوقت وانجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة لتسجل هذه الحكومة إنجازات يحسب لها في سجل الإنجازات الوطنية، فهل تدرك الحكومة ان الشارع يرقب كل صغيرة وكبيرة وان العالم من حولنا كذلك؟ نأمل الانصراف القوي إلى تنفيذ المهام الوطنية الكبرى التي تحقق الرضا والقبول بإذن الله