من المؤسف أن نسمع قيادات في العمل السياسي تدعو إلى إفساد الحياة السياسية، وتنكر الحقائق والإنجازات، ولاتعترف بأي إنجاز في البلاد تحت حجة واهية، لاترقى إلى مستوى التفكير السياسي الذي يمكن الاعتماد عليه من أجل تقديم رؤية سياسية وطنية تسهم في صناعة القرار، وأمثال هؤلاء الذين يصغرون بتفكير الجهلة والاعتقاد به، إنما يخرجون أنفسهم من دائرة النخب السياسية المستنيرة إلى دائرة الغوغاء، ودعاة الديماغوجية الذين لايرون إلا مايراه الغوغاء ويسقطون عقولهم، ويرضون لأنفسهم بالسقوط من مراتب المستنيرين من النخب العلمية إلى ذلك المستوى المتهالك والمتهاوي في وحل التفكير الجاهلي. إن التفكير المستنير هو الذي يقود الناس إلى خيرهم العام، ولايقف بالناس عند سفاسف الأمور وصغائرها، والذين ينتمون إلى دائرة النور هم القادرون على تقديم الخير النافع، أما صغار العقول ماذا ينتظر الناس منهم؟ وهم يتبعون أهواءهم وتسيرهم عقول لم تبلغ سن الرشد السياسي، بكل تأكيد عندما تنزل العقول التي كان يفترض أنها مستنيرة إلى مستوى التفكير الطفولي وتطرح أمام قواعدها بأن سبب الأزمة التي تفتعلها هذه القوى لتأزيم الحياة السياسية وتسميم الحياة الاجتماعية وتمزيق الوحدة الوطنية والإضرار بالسيادة والدستور، وتعريض اليمن وأمنه واستقراره للخطر والتحالف مع الشيطان، بأن كل ذلك بسبب القول بنسبة النجاحات التي حققتها اليمن في مختلف المجالات بفضل الله ثم الرمز الوطني الرئيس علي عبدالله صالح أي منطق وأي فكر يصل إلى هذا المستوى من الانحطاط عندما يخاطب الناس عبر الإعلام المرئي ويقول بأن السبب هو أن النظام السياسي القائم ورمز البلاد ينسب لنفسه الإنجازات، ولذلك فإن الرد على ذلك هو تدمير كل شيء، كيف يمكن أن تركن الجماهير على قيادات بهذا المستوى من التفكير؟! إني أشعر بالأسف عندما أسمع تلك القيادات تردد عبارة نسبة الإنجاز إلى رمز الوطن أمر جعل من تلك القوى السياسية قوى تدميرية تقضي على إنجازات الوطن لكي لايقول إن فلاناً أنجزها أو تنسب إليه، وأتساءل: كيف يمكن أن يتعامل الشعب مع مثل هذه القوى الكيدية التي ترغب في نسف الحياة برمتها إرضاءً لرغبات حاقدة؟ ولذلك على الشعب أن يكون حذراً من هذه القوى ولايمنح الثقة إلا لمن كان أهلاً لها وهو ماسيتم في الاستحقاق القادم بإذن الله.