ملامسة هموم المواطن وأوجاعه من المقدمات التي ينبغي على الحكومة القيام بها, والملاحظ أن الحكومة اليوم صارفة النظر عن المواطن ولم تعره أي اهتمام بالمطلق, ولا أريد إنكاء الجروح لكن واقع الحال يخبر بذلك الجفاء الذي طال مرافق الحياة وحولها إلى مجرد هياكل خاوية على عروشها تعشعش فيها العناكب وتنعق فيها غربان الدمار الشامل. إن القرب من المواطن ومعالجة مشكلاته العديدة قد فارق الحكومة ورغم ذلك الفراق إلا أن المواطن صابر ومثابر ويتحمل كل الأذى اليومي الذي يلاحقه في كل مكان, ولم تدرك الحكومة أن صبر المواطن اليمني تضحية من أجل إنجاح الحوار الوطني الشامل وإخراج اليمن من مربع الفتنة التي أشعلت قوى الجهل والظلام والفاشلين في الحياة السياسية والمتآمرين على وحدة اليمن الواحد والموحد. إن صبر المواطن اليمني قد فاق التصورات, لأن المواطن اليمني الذي يمتلك الحكمة والإيمان يدرك أن بلاده مستهدفة من الحاقدين على تاريخ اليمن وأمجادها, ويرى في صبره تفويتاً لأية فرصة لأعداء اليمن, ونظراً لهذا الإدراك الواعي فإن على المنتدبين للحوار الوطني الشامل أن يقدروا تلك التضحية وذلك الصبر, وأن لا يكونوا مثل الحكومة التي طلقت الالتفات إلى المواطن وأوجاعه, والمطلوب أن يعجلوا بإنجاز مخرجات الحوار بما يحقق الارادة الكلية للشعب الصابر ويحافظ على وحدته وأمنه واستقراره ويقود إلى المزيد من القوة لحماية يمن واحد وموحد. إن على المنتدبين للحوار الوطني الشامل أن يدركوا أن الشعب ينتظر تقديراً لذلك الصبر وتلك المعاناة, وهذا التقدير يكمن في الخروج بيمن واحد وموحد ودولة قادرة ومقدرة وسيادة مطلقة على كافة المكونات الجغرافية والبشرية للجمهورية اليمنية, فهل يدرك المتحاورون هذه المسئولية؟ نأمل أن يقدر الجميع ذلك الصبر وتلك المعاناة وأن يقدسوا بناء الدولة اليمنية الواحدة ويعززوا بسط سيادة الدستور والقانون بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك