إن إدارة الحوار تحتاج إلى قدر كبير من الاهتمام بمعرفة الناس وطباعهم وخلفياتهم الفكرية والاجتماعية والسياسية..إلخ؛ لأن معرفة الناس يعطي إدارة الحوار بعداً وطنياً يمكنها من القدرة على فهم المحاورة والمناقشة والمجادلة ويجعلها تستشف الرسالة التي يريد أن يوصلها المحاور، وبالتالي التدقيق في الإيضاحات والردود التي تسهل السبل إلى الهدف المنشود الذي يحقق الصالح العام ويعزز الوحدة الوطنية. إن الخبرة والتجربة والقدرة على الاستيعاب والصبر والإنصات من الأمور الضرورية في الحوار الوطني، على اعتبار أن الحوار يؤدي إلى وضع الملامح الرئيسة لمستقبل الأجيال ويفتح آفاقاً رحبة لحياة آمنة ومستقرة ومتطورة تعم كامل الرقعة الجغرافية للجمهورية اليمنية، وتخلق الوئام والتسامح والتصالح بين كافة المكونات البشرية للدولة، ومن أجل ذلك كله سيظل الشعب كله من المحيط الهندي إلى صحراء الربع الخالي يخاطب ضمائر المنتدبين للحوار الوطني الشامل بأن يدركوا حجم المسؤولية الدينية والوطنية الملقاة على عواتقهم جميعاً؛ من أجل القيام بواجبهم على الوجه الذي يرضي الله ويعزز الوحدة الوطنية ويقوي بناء الدولة اليمنية الحديثة. إن التفكير بجدية في مستقبل أجيالنا القادمة يحتاج إلى صحوة الضمير وقوة الإيمان بالوحدة والتخلص من التمترس خلف السراب والأوهام والاتجاه صوب المجد والعزة التي تجعل العالم يعزز احترامه لإنسان اليمن في كل مكان وتثبت للعالم قدرة اليمنيين على تجاوز التحديات وتطويعها لخدمة المصلحة الوطنية العليا لليمن الواحد الموحد. إن المنتدبين للحوار الوطني الشامل سيظلون تحت مجهر الشعب، وعليهم أن يتكلموا باسم الشعب كله من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله بروح الوطن الواحد الموحد وبروح المسؤولية الدينية والوطنية والإنسانية؛ ليكون لهم شرف صناعة المستقبل الأكثر أمناً واستقراراً وتوحداً وتطوراً. إن الحوار الوطني مسؤولية وأمانة، والتخلي عنه انتكاسة وخيانة، ولذلك على المتحاورين الوفاء والإجلال للوطن وإكبار قداسيته وتعظيم وحدته ومستقبل أجياله، وسيسجل المتحاورون لأنفسهم شرفاً ما بعده شرف؛ عندما يكون همهم الأول والأخير وحدة اليمن وأمنه واستقراره ومستقبل أجياله وسيعزهم الشعب ويجلهم بقدر إعزازهم وإجلالهم له بإذن الله.