يبدو أن الجروح الغائرة في صدر الوطن نتيجة الفعل العبثي تحتاج إلى يد حانية تشعر بجور الألم وقدرك قوة الفعل الوطني السليم الذي يعالج تلك الجروح بمشرط الطبيب الماهر الانسان الذي يتمتع بقوة الإدراك واسلوب الأداء لوضع الدواء الذي يزيل الداء . إن معالجة جروح اليمن تحتاج إلى البحث عن الدواء المناسب ولاتحتاج إلى معالجة الجرح بإحداث جروح اخرى اكثر ألماً واشد خطراً ، والحكمة هنا تتطلب العقلانية والتبصر والصبر والتعامل مع تلك الجروح بحذر بالغ بعيداً عن المجازفة والشعارات المثيرة للفتنة التي كانت سبباً في احداث تلك الجروح وللأسف فإن المشاهد على ساحة الفعل الوطني لم نجد الطبيب الماهر الذي يمتلك العقل الناضج والخبرة الكافية بقدر ما وجدنا عبثاً وصل حد السفه والطيش الذي زاد من حدة الجروح وعمق آثارها في النفوس . إن الحوار الوطني القادم واحد من أعظم أدوات العلاج الذي يضمد الجراح وينهي آلامها لأنه بمثابة الطبيب الذي يشخص العلة بموضوعية وإخلاص وأمانة ثم يصف الدواء اللازم الذي يتجنب فتح جروح جديدة وهنا ينبغي أن يدرك الجميع حجم المسؤولية الملقاة على عواتق المنتدبين للحوار الوطني الشامل ويعمل على تقديم المشورة والنصح الذي يساعد على انجاح المهمة وليس المطلوب إيغار الصدور واذكاء نار الفتنة لتعقيد الحوار. للأسف لم نلمس من بعض القوى السياسية التي تجعل من الغاية تبرر الوسيلة أي اعتدال يحترم الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية بقدر ما نجدها تضغط باتجاه استخدام المؤثرات الجراحية في أعلى سلطات الدولة دون أن تدرك أن ذلك الاتجاه الثوري المؤزم للحياة السياسية إنما يزيد الجروح ألماً ولا يساعد الحوار الوطني على التشخيص السليم لوضع العلاج الناجع. إن على العقلاء في الحياة السياسية أن يقدروا حجم المسئولية الدينية والوطنية والإنسانية وأن يقفوا أمام تلك التصرفات الرعناء بجدية ويمنعوا إنكاء الجروح ويحولوا دون رغبة الحاقدين على الوطن وأن يعززوا الاتجاه الوطني السليم الذي يقود إلى التشخيص السليم الذي يمكن من وصف العلاج اللازم لجراحنا وألمنا بعيداً عن الشطط الثوري المتعجرف الذي لن يفيد ولن يخلق إلا الشر ، وهنا نجدد الدعوة لكل أولئك المتمترسين خلف الشعارات الثورية النارية إلى تقدير حجم المسئولية وجعل اليمن فوق الاعتبارات أياً كانت من أجل يمن سليم معافى من كل الأمراض بإذن الله . رابط المقال على الفيس بوك