رئيس نقابة أطباء تعز: التخصص والمشاركة في الفعاليات الخارجية تساعدان في حل المشكلة الرغم من أن هناك الكثير من الأطباء يشهد لهم بالكفاءة والخبرة والمهارة المتميزة بعلم الطب وتخصصاته المختلفة..فلماذا يفقد المواطن ثقته بالطبيب ؟ومن هو المسئول عن سوء التشخيص.. المريض أم الطبيب أم كليهما؟وأين يكمن الحل؟ ماتقلقش.. زوجتك بخير بس جالسين نعملها عملية ثانية نعيد لها الطحال كنا استئصلناه.. بالخطأ مواطنون : ندرة الطبيب الماهر.. - الأخ/أمين محمد أحمد خالد..تحدث بالقول: نادراً..ماتجد أطباء يمتلكون مهارة فائقة وخبرة عالية في مجال الطب البشري وتخصصاته المختلفة وهذه نتيجة أوصلتني إليها كثرة زياراتي طيلة الخمس سنوات الماضية للاطباء في العيادات والمستشفيات الحكومية والخاصة وطبعاً كان الغرض من هذه الزيارات هو البحث عن طبيب مختص يعطيني تشخيص طبي صحيح لنوعية المرض الذي كانت أمي تعاني منه..حيث كان البعض من الأطباء يقولون لي بأن أمي مصابة بقرحة في المعدة والبعض الآخر يقولون لي بأنها مصابة بإلتهاب في المريء وآخرون كانوا يقولون لي بأنها مصابة بمرض القلب وبمرض كذا وكذا وكذا...وبسبب هذا الاختلاف في تشخيص مرض أمي ظللت أسأل نفسي ياترى من هو الطبيب الصادق في تشخيص مرض أمي؟فإن كان ذاك الطبيب من بين من ذهبت إليهم فلماذا الدواء الذي يقرره دائماً لأمي لم يشفها من مرضها؟ولكن الله عزوجل أزال عني هذه الحيرة وأزال عني الحزن الشديد والذي كانت تسببه لي الآهات التي كانت أمي العزيزة تتلفظ بها بسبب المرض الذي كان يباغتها مابين الحين والحين ولكني عندما التقيت بأحد الأصدقاء وأخبرته بمشكلة مرض أمي..أرشدني إلى طبيب قال عنه هذا الصديق بأنه إنسان درس الطب بضمير ولم يمارس مهنته إلا بعدما تأكد بأنه يمتلك القدرة الكافية على تشخيص نوعية المرض وذلك حتى يعطي للغير صورة ايجابية عن الطبيب اليمني هذا أولاً وثانياً حتى لايقال على الطبيب فلان كذاب ودجال في مهنته وأنه درس علم الطب خلف أسوار الجامعة... الخبر اليقين - يقول محمد: بعد هذا الوصف أخذت أمي إلى هذا الطبيب والذي عرضت عليه كافة التشخيصات الطبية التي اختلفت في تحديد نوعية مرض أمي وبعدما أطلع الطبيب عليها إذا به يقول لي لاأستطيع أن أعلق عليها إلا بعدما أقوم بمعاينة أمك والكشف عليها وبعدما انتهى من المعاينة طلب مني إجراء عدة فحوصات لأمي وفعلاً نفذت ماطلبه مني وأحضرت الفحوصات إليه والذي بعدما أطلع عليها ابتسم لي وقال إن جميع التشخيصات التي عرضتها عليّ غير صحيحة ولافائدة منها فالتشخيص السليم هو أن أمك تعاني من وجود أملاح في الكلى ولاتعاني أبداً من أي مرض آخر لذا ماعليك إلا أن تعطيها الدواء الذي سأقرره لها وبانتطام وبالفعل نفذت ماطلبه مني هذا الطبيب ولم يمر أسبوع من زيارتي له إلا وقد شفيت أمي من مرضها..لذلك فإن هذا الموقف أعطى صورة طيبة لطبيب إنسان امتهن الطب من أجل إنقاذ حياة أخيه الإنسان وليس من أجل كسب المال...كما أن هذا الموقف جعلني أؤمن بأنه من الندرة أن تجد مثل هذا الطبيب في المجتمع اليمني.. طرق باب طب الأعشاب - الأخ /خليل علي قائد..قال: ماسمعته من أشخاص وقرأته في الصحف من حوادث إرتكاب بعض الأطباء لأخطاء فظيعة بحق المرضى يعيشون بسببها حياة مأساوية وأليمة،ترمي بهم في النهاية إلى هاوية الموت..جعلتني أخاف من الذهاب إلى أي مستشفى أو عيادة مهما كانت حالتي المرضية..وفي نفس الوقت أجبرتني هذه الحوادث المؤلمة على طرق أبواب الطب النبوي وطب الأعشاب، لذا فأنا أتمنى أن أنسى هذه الحوادث حتى أجد نفسي يوماً ما واقفاً أمام أحد الأطباء فيعالجني من مرضي الذي أعاني منه ويغير من نظرتي السيئة تجاه الطبيب اليمني ويزيل خوفي منه ويعطيني ثقة تامة بخبرته ومهارته في الطب.. خارج السرب - أما الأخ/حسن عبدالله ناصر..فقد قال: كنت في السابق من أولئك الذين قد فقدوا الثقة بخبرة ومهارة الطبيب اليمني ولكن ثمة مواقف حدثت لي جعلتني أخرج عن سرب هؤلاء وسأكتفي فقط بذكر موقف واحد وينص على أني ذات مرة كنت أشكو من ألم شديد في يدي اليمنى والذي كنت أشعر به كلما أمسكت أي شيء بيدي لدرجة أن أصابع يدي تخشبت وأصبحت غير قادر على تحريكها فذهبت إلى أحد المستشفيات الخاصة وعندما علمت بأن الطبيب المختص هو طبيب أجنبي وليس طبيب يمني ارتحت كثيراً وعندما رآني هذا الطبيب قال لي أن يدي تحتاج إلى إجراء عملية لترطيب عروقها المتيبسة ولكني حينها لم أعلق على تشخيص هذا الطبيب وعندما أخبرت زوجتي بما حصل نصحتني بعرض حالتي على طبيب آخر وبالفعل ذهبت إلى أحد المستشفيات الحكومية وعرضت حالتي على الطبيب اليمني المختص والذي قرر لي دواء واحد فقط وهو عبارة عن مرهم،حينها استغربت وقلت له:إذا لم ينفع هذا الدواء فهل يعني ذلك أن حالتي تحتاج إلى إجراء عملية جراحية..فقال الطبيب:إن هذا الدواء الذي قررته لك سوف يشفيك ولاداعي لإجراء العملية الجراحية وبالفعل شفيت يدي تماماً وعادت إلى حالتها الطبيعية وهذا الموقف جعلني أثق بقدرة الطبيب اليمني.. طبيب خارق!!! - الأخت/ س.م.ع «ربة بيت»: شكت من أنها ذات يوم ذهبت بطفلها الرضيع إلى مستشفى حكومي متخصص بمعالجة الأطفال وكان طفلها حينها يعاني من الحمى والسعال والبكاء المتواصل وأنها عندما أحضرت طفلها إلى هذا المستشفى ورأت الطبيب المناوب لايؤدي عمله على أكمل وجه أحست بخيبة الأمل حيث كان هذا الطبيب حسب قولها لايقوم بالمعاينة اللازمة ويشخص الحالات عن طريق المعاينة عن بعد وكأنه يمتلك قدرة خارقة في إكتشاف نوع المرض الذي يعاني منه الطفل عن طريق النظر فقط حتى أنه لايحمل معه سماعة الكشف وكأن هذه السماعة أصبحت موضة قديمة كما كان الطبيب يكشف على كل طفل يعرض عليه بتذمر وكأنه غير مقتنع بعمله كطبيب أطفال متناسياً بأن تأديته لعمله بضمير يعتبر بحد ذاته واجب إنساني قبل كل شيء. هناك الأبيض وهناك الأسود - ولمعرفة الأسباب التي أدت إلى عدم ثقة بعض المواطنين بمهارة الطبيب اليمني التقت الصحيفة أيضاً عددٍ من الأطباء..وكانت البداية مع الدكتور فيصل أبولحوم مدير عام مستشفى الثورة بمحافظة إب..والذي تحدث بالقول: بعض الأطباء للأسف انحرفوا عن مهنة الطب الأساسية تحت ذريعة غلاء المعيشة وضآلة الراتب...وفي المقابل هناك أطباء يعيشون ظروف قاسية إلا أنهم يؤدون مهنة الطب بضمير إنساني حي..بالإضافة إلى أن مخرجات بعض الجامعات تفتقر إلى الكفاءة ويعود السبب في ذلك إلى غياب مبدأ الثواب والعقاب.. وأعتقد أنه إذا ماأعطي الطبيب حقوقه كاملة حتماً أنه سوف يبدع في مهنته.. إعتقاد خاطئ - ويرى الدكتور/جميل الشيخ حسان «طب عام»: بأن هناك عدة عوامل ساعدت في نزع ثقة الكثير من المرضى بالطبيب منها اعتقاد بعض المرضى بأن المظهر الخارجي للطبيب ولون بشرته سواءً كان طبيباً يمنياً أو طبيباً اجنبياً زائراً هي صفات الطبيب الماهر والمتمكن من مهنة الطب...وهذا طبعاً اعتقاد خاطئ يعتمد فقط على صفات المظهر الخارجي للأطباء على الرغم من أن الكثير منهم لايعرفون عن مهنة الطب أي شيء ولايمتلكون منها سوى كلمة«طبيب»..كما أن هناك أطباء من متخرجي بعض جامعات الدول الأجنبية عكسوا نظرة سيئة لمهنة الطب حيث يقومون بكتابة أدوية للمرضى بصورة عاجلة وعشوائية دون أن يفحصوا ويشخصوا حالاتهم المرضية بشكل صحيح وذلك حتى يقال عنهم بأنهم أطباء ماهرون ومتمكنون من مهنة الطب.. المريض هو المذنب - الأخ محفوظ عبدالحق العبيدي نائب مدير العيادات الخارجية بمستشفى الثورة العام بتعز..شارك بالقول: ربما قد يكون المريض هو السبب في خطأ تشخيص الطبيب لحالته المرضية فهو قد يشرح للطبيب أعراض مرضه بطريقة خاطئة ويصف للطبيب أعراض لمرض آخر وبناء على هذا الوصف يقوم الطبيب بتشخيص حالة المريض بطريقة خاطئة إذاً فالذنب هنا ليس ذنب الطبيب وإنما ذنب المريض الذي أعطى للطبيب معلومات خاطئة عن الأعراض التي يعاني منها. أسباب متعددة - أما الدكتور/عبدالله مرشد الأهدل رئيس نقابة الأطباء اليمنيين بتعز.. نعلق على ظاهرة سوء تشخيص بعض الأطباء للحالات المرضية..بالقول: سوء تشخيص بعض الأطباء للحالات المرضية ظاهرة لاتوجد فقط في اليمن وإنما هي موجودة في جميع دول العالم...وهناك عدد من العوامل التي ساعدت في إبراز هذه الظاهرة منها قلة الإمكانيات وقلة الخبرة لدى الطبيب وعدم تمكنه من مهنته وقيامه بوضع تشخيص دون التحري الدقيق عن حالة المريض..وأحياناً قد يكون المريض نفسه هو السبب في سوء تشخيص الطبيب لحالته المرضية وذلك نتيجة لقلة الوعي لدى المريض وقيامه بعرض حالته على أكثر من طبيب بدلاً من عرض حالته على طبيب مختص يقوم بتقييم مرضه ويتابع مدى استجابته مع العلاج..بالإضافة إلى أن عدم تخصص الطبيب في مجال معين قد ساعد كثيراً على إبراز ظاهرة سوء التشخيص.. الحل الوحيد - ويرى الدكتور/عبدالله الأهدل : أن الحل الوحيد لظاهرة سوء التشخيص هو أن تقوم وزارة الصحة بمنح الأطباء فرص للدراسات العليا والسماح لهم بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات الطبية العالمية والتي تستضيف فعالياتها بعض الدول العربية والأجنبية..فرص إن تحققت فإن الأطباء حينها سوف يتمكنون من ممارسة العمل في التخصص الذي يجيدونه وسيكونون متميزين فيه،بدلاً من ممارسة أكثر من تخصص.. نادراً مانجد الطبيب المتميز.. وسوء التشخيص جعلنا نطرق أبواب الطب البديل. مدير مستشفى الثورة بإب : مطلوب من الطبيب أن يؤدي دوره في خدمة الإنسانية على أكمل وجه