الكاتب والباحث والصحفي القدير الأستاذ علي سالم اليزيدي    ايران: لا يوجد تخصيب لليورانيوم في الوقت الحالي    هزتان أرضيتان جنوب وغرب محافظة تعز    قراءة تحليلية لنص "محاولة انتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    التأمل.. قراءة اللامرئي واقتراب من المعنى    المؤامرات السعودية ووعي اليمنيين    فعالية لمستشفى القدس العسكري بذكرى سنوية الشهيد    بعد فشل المواجهات العسكرية أمام صمود اليمنيين.. الأجهزة الأمنية تطيح بأخطر المخططات التجسسية الأمريكية الإسرائيلية السعودية    وللقبائل اليمنية طوفانها الساحق لأعدائها    خلال وقفات شعبية وجماهيرية .. أبناء اليمن يؤكدون: مساعي العدوان للنيل من الجبهة الداخلية باتت مكشوفة ومصيرها الفشل    النرويج تتأهل إلى المونديال    مدير فرع هيئة المواصفات وضبط الجودة في محافظة ذمار ل 26 سبتمبر : نخوض معركة حقيقية ضد السلع المهربة والبضائع المقلدة والمغشوشة    "الصراري" شموخ تنهشه الذئاب..!    مرض الفشل الكلوي (28)    صلاح ينافس حكيمي وأوسيمين على جائزة الأفضل في افريقيا    أمن مأرب يعرض اعترافات خلايا حوثية ويكشف عملية نوعية جلبت مطلوبًا من قلب صنعاء    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    البحسني يهدد باتخاذ قرارات أحادية لتطبيع الأوضاع في حضرموت ويتهم العليمي باستهداف المحافظة    طائرة البرق بتريم تتجاوز تاربة ينعش آماله في المنافسة في البطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    الشعيب وحالمين تطلقان حملة مجتمعية لتمويل طريق الشهيد الأنعمي    تنامي التحذيرات من محاولات الإخوان جر حضرموت إلى دائرة التوتر    البرتغال إلى نهائيات «المونديال» للمرة السابعة توالياً باكتساحها أرمينيا    حكومة بريك تسجل 140 مشاركًا في مؤتمر البرازيل بينما الموظفون بلا رواتب    ضبط شحنة أدوية مهربة في نقطة مصنع الحديد غرب العاصمة عدن    رئيس تنفيذية انتقالي لحج يطلع على جهود مكتب الزراعة والري بالمحافظة    بلا رونالدو.. البرتغال "مبهرة" تنتصر 9-1 وتصل للمونديال    رئيس لجنة المسابقات: لائحة جديدة ودوري بنظام الذهاب والإياب    سياسيون يحذرون مجلس الأمن من تداعيات تجاوز قضية شعب الجنوب ويطلقون وسم #السلام_والاستقرار_بعوده_الجنوب    فيروس جديد.. يفترس 9 حالات أولية في إثيوبيا    افتتاح معرض صور الآثار والمعالم التاريخية اليمنية في إب    العدو الإسرائيلي يسرق 17000 قطعة أثرية من متحف قصر الباشا في غزة    حضرموت.. حكم قضائي يمنح المعلمين زيادة في الحوافز ويحميهم من الفصل التعسفي    بعثة المنتخب الوطني تصل الكويت لمواجهة بوتان    نجوم الإرهاب في زمن الإعلام الرمادي    ولد علي يعلن قائمة المنتخب اليمني النهائية لتحدي آسيا وكأس العرب في نوفمبر الناري    رئاسة مجلس الشورى تناقش المواضيع ذات الصلة بنشاط اللجان الدائمة    الجوف.. تسيير قافلة من البرتقال دعماً للمرابطين في الجبهات    وزارة الصحة تدّشن مخيمًا طبيًا للفحص المبكر عن السكري والأمراض الصدرية    مخيم مجاني لمرضى السكري من يوم غد يشمل توزيع ادوية    "العسل المجنون" في تركيا..هل لديه القدرة فعلًا على إسقاط جيش كامل؟    الدكتور بن حبتور يعزّي عبدالعزيز البكير في وفاة عمه    رئيس النمسا المحترم وسفهاء سلطة اليمن في مؤتمر المناخ    الأمير الذي يقود بصمت... ويقاتل بعظمة    "وثيقة".. الرئاسي يعتمد قرارات الزبيدي ويوجه الحكومة بتنفيذها    بدء صرف راتب أغسطس لموظفي التربية والتعليم بتعز عبر بنك الكريمي    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    أفاعي الجمهورية    سفيرٌ يمنيٌّ وطنه الحقيقي بطاقة حزبه.. تحويل السفارة من ممثل للدولة إلى مكتبٍ حزبي    مريم وفطوم.. تسيطران على الطريق البحري في عدن (صور)    قراءة تحليلية لنص "في المرقص" ل"أحمد سيف حاشد"    في رحلة البحث عن المياه.. وفاة طفل غرقا في إب    بوادر تمرد في حضرموت على قرار الرئاسي بإغلاق ميناء الشحر    انتشال أكبر سفينة غارقة في حوض ميناء الإصطياد السمكي بعدن    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    معهد أسترالي: بسبب الحرب على اليمن.. جيل كامل لا يستطيع القراءة والكتابة    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معالجون يخدعون المرضى ومُدعون شوهو طب الأعشاب
طب الأعشاب.. وعباءة المحتالين
نشر في يمن برس يوم 29 - 04 - 2013

ارتفاع أسعار الأدوية وكثرة الأخطاء الطبية دفعت المواطن ذا الدخل المحدود للجوء إلى الطب البديل ل للتداوي لدى مدعي القدرة على العلاج بالأعشاب بصورة ملفتة، ومع هذا الأمر نحتاج إلى فترات من التفكير والحذر كثير أثناء الحديث كي لا نخرج عن الحقائق العلمية والايمانية كما أنه لاينبغي أن نغطي الواقع أو نتحايل عليه، لكن الحقائق أن الأعشاب الطبيعية فيها علاج وشفاء غير أن هناك في الواقع من يستغل هذه الأمور الثابتة للعب تحت الطاولة والمزج بين استخدام الأعشاب الطبيعية التي يمكن علاج الأمراض بها وطرق احتيال ونصب يقودها الجهل بكيفية استخدام وتوجيه النباتات الطبية كعلاج لذا نجد الكثير من المدعين الذين يقولون أنهم قادرون على المعالجة بالأعشاب ويطلق عليهم لقب الأطباء العشابون والسيد والشيخ ويتواجدون في محلات تابعة لهم داخل الأسواق وفي الاحياء ويضعون لافتات مكتوب عليها أطباء الطب البديل - أو طبيب الأعشاب فلان، ويؤكد العلماء والخبراء بأن العلاج بالأعشاب عام وليس خاصاً بنفر من الناس..
في أحد أحياء أمانة العاصمة توجه رجل وامرأته إلى عيادة طبيب يعالج المرضى بالأعشاب ويتملك القدرة على علاج الأمراض المستعصية التي يعجز الطب الحديث عن علاجها وبدون تردد اتجها إليه بعد عدة محاولات فاشلة لإيجاد طبيب مختص يعالج حالتهم الصحية وارتفاع أسعار الأدوية وسوء التشخيص دفعهم الأمر للجوء إلى الطب البديل كما يقول الزوج عبدالستار بعد أن تعبوا وهناك وصفوا له الحالة التي يعانيان منها، كان المعالج كما وصفوه طيب الوجه ويجلس بجواره رجل لديه مجموعة من الأوراق العادية المسجل عليها اسم المريض والوصفة وموعد العودة حصل على ورقتين واحدة له والأخرى لزوجته لتمكنيهم من العلاج سأل الرجل .. طبيب الأعشاب.. كما عن سبب مرضه فشخص المرض وأخذ الأعشاب التي وصفت له .. كانت عبارة عن الحبة السوداء وعسل وملين وبعض الأعشاب للبطن .أخذ الزوج الوصفة فرحاً بعد أن حصل على الكلمة المطمئنة من الطبيب على حالته التي يسهل علاجها وبهذه الوصفة سوف لن يعرف المرض طريقه إليه بعد اليوم .. دخلت زوجته بعده مباشرة وشكت لطبيب الأعشاب مرضها فأعطاها نفس الوصفة التي وصفه لزوجها دون زيادة أو نقصان بعد أن عادا إلى منزلهما.
الاثنان بدآ باستخدام العلاج في ساعة متأخرة من الليل وظل ولدهما وزوجته وابنهما الأصغر ينتظرون النتيجة وبعد أن نام الزوجان قريري العين وهما يتوقعان الشفاء في الصباح كما وعدهما العشاب لكن سُمع في الصباح صراخ الزوجة وحينها فزع كافة أفراد المنزل والزوج ووجدوا الزوجة مرمية بجانب الحمام مغشيا عليها وسارع إليها ولدها وحملها إلى أقرب مستشفى وعمل لها غسيل معدة وعادت إلى المنزل بعد إنقاد حياتها .. ولكنها لم تستطع التخلص من المرض والاسهال لمدة يوم كامل رغم هذه كل ظلت الزوجة منتظرة أن تظهر النتيجة وأن تتماثل للشفاء لأنها لم تعتبر مما حدث بسهولة، أرادت العودة للأعشاب مرة أخرى رغم تحذير الأطباء لها حيث أنها تعاني من قرحة حادة في المعدة ولا تتحمل أي أعشاب أخرى لأنها حارة وقد تؤدي إلى وفاتها بها التيفوئيد أما زوجها لم يصبه شيء سوى الاسهال وقليل من الدوار لكنه كان أعقل من زوجته وقرر أن يأخذ عبرة مما حدث لزوجته وله وتوجه إلى المستشفى واخبره الطبيب بأن لديه التهاباً في المفاصل وأعطاه أبرا مسكنة ومضاداً حيوياً عبارة عن إبر كل 21 يوما وبعد أن عرف مرضه أخذ دواء من الصيدلية ودواء زوجته وعاد إلى المنزل.
المواطن (توفيق) في حي الحصبة يعمل موظفا يعاني من مرض في كليته .. فقد طال علاجه في المستشفيات دون فائدة، نصحه للاصدقاء والأقارب بالتوجه للعلاج العشبي لأنه أفضل وأسرع ووصف له العشاب الذي حمله إليه أحد الأقارب مجموعة أعشاب وشعير مما زاد من ألمه وسارع بعدها إلى المستشفى لتهدئة الألم.
امرأة أخرى تعاني من ضيق وقلق نفسي وآلام في المعدة وصف لها طبيب الأعشاب عسلاً وحبة سوداء وزيت الزيتون وبعض الأعشاب مما زاد من آلامها وأسعفت إلى مستشفى الثورة وأعطيت مغذية ومنعت من الطعام لمدة ثلاثة أيام متتالية ووصف لها العلاج المناسب الذي يقضي على آثار الأعشاب حسب الطبيب المختص.
وصفات مشبوهة
❊ كثير من الأساليب التلقليدية يعتقد أنها تعالج الأمراض المستعصية والتي يصعب على الأطباء والأدوية الكيميائية علاجها، لكن هذه الأساليب التقليدية يؤمن بها البعض ويقوم بها أشخاص محدودون اتخذوا لنفسهم مناهج للعلاج ووصفات لا يعرف من أين جاءت توردها بعض المصادر ونجدها في الانترنت ومنها مثلاً أن مرض الحساسية يستخدم له أغصان العلب وورق الضباب وأوراق العنشط وثومة تدق مع بعضها ويدهن الجسم كله.. أو المكان الذي به حساسية، أما علاج مرض المعدة فيوصف له من ورق القرض المجففة تقلى وتدق ليتناولها المريض، وأمراض الحصبة لدى الأطفال يستخدم لها قطرات عشبية عن طريق الفم والعيون كما يغطى الطفل بقطعة قماش حمراء اللون حتى يشفى من الحصبة، أما آلام الرأس والبطن يستخدم لها أعشاب طبية كلسان الثوم وهو نوع من الأشجار والمرير وورق القرض والفحيل الزر ويتضح هنا الخلط في استخدام الطب العربي الذي يقود إلى كوارث صحية.
العشابون
❊ المترددون على عيادات العلاج بالأعشاب يشكون من طول فترة العلاج وعدم الشفاء بل إن حالاتهم تزداد سوءاً.. فيما أصحاب العيادات المنتشرة في أمانة العاصمة يؤكدون بفعالية أعشابهم الطبية وكون الخلطة التي تساعدهم في علاج حالة مرضية معينة داخلية كانت أم خارجية مكونة من الأعشاب الطبيعية 100٪ أي بدون إضافات كيميائية كالأدوية الصيدلانية الكيميائية التي لا تحتوي على مكونات أعشاب طبيعية وتم تصنيفها مواد تركيبات كيميائية تؤثر تاثيراً مباشراً في مسببات المرض كالفيروسات والطفيليات والجراثيم وهي سلاح ذو حدين خصوصاً المضادات الحيوية، وحيث أنهم أحبوا التعرف على أسرار هذه النوع من الطب وعلى المبادئ الأولية لأسرار هذه المهنة فاتجه بعضهم لقراءة الكتب ذات المعلومات العلاجية من أجل زيادة المعرفة ووصلت المتابعة لعدة سنوات مع ممارستها فعلياً اكتسب العديد من المعالجين مهنة العلاج بالأعشاب في بعض القرى والأرياف نتيجة لاكتساب الخبرة من أحد أفراد الأسرة خصوصاً الأب والأم نتيجة الجلوس يجانبهم وتكليفه بالقيام ببعض الأعمال الصغيرة والبسطية كجمع الأشجار الطبيعية وخلطها وشيئا فشيئاُ يكتسب المهنة كما يتفق العشابون بأن العلاج بالأعشاب يحتاج إلى مهارة ومعرفة تامة بجوهر النباتات وكذلك المعرفة التامة بالمرض وتاريخه وحتى أنهم وجدوا علاجاً للأمراض المستعصية التي يصعب على الطبيب البشري معالجتها وإيجاد الدواء الشافي لها كالسرطانات ومرض الايدز بل إن معظم أطباء الأعشاب يستخدمون دعاية عبر توزيع المطويات والأوراق التي تحدد الأمراض التي يقومون بعلاجها والملصقات ويتخذون لأنفسهم عيادات خاصة ولديهم موظفون لترتيب عملية الدخول للمرض والبعض الآخر يتخذ منزله كعيادة مصغرة للعلاج والبعض الآخر يجوب في الشوارع ويمر بالبيوت لبيع الأعشاب التي تشفي الألم. خاصة آلام البطن والأسنان والديدان والكلى، والبعض تجده في الأسواق ولا يخفى على أحد منا الكم الهائل للأطباء التقليديين الذين نجد عياداتهم في كل شارع وحي ومدينة حتى الأرياف يوجد بها أعداد لاحصر لها من أطباء الأعشاب.
(تحذيرات)
❊ يحذر الأطباء من التداوي بالأعشاب ويطلبون من المرضى عدم تناول الوصفات التي توصف لهم من قبل العشابين كونهم يجهلون بحقيقة مكونات النبات الحقيقي والأمراض التي يمكن شفاؤها.
الطبيب عبدالله الذبحاني : طب عام ينصح مرضاه دائما بعدم الاستجابة للاشخاص الذين يدعون بأنهم أطباء أعشاب لأنهم لا يعالجون بقدر ما يسببون الازعاج والمرض للشخص المصاب وقد يصعبون على الطبيب سرعه علاج المريض كونهم يصفون أعشاباً لاعلاقة لها بالأعراض المرضية التي تطرأ على المريض.
تتفق معه الطبيبة ثريا محمد مقبل أخصائي جلد وتضيف بأن الأعشاب هي نوع من أنواع الطب الذي درسته ويحتاج إلى نوع من التدقيق والمعرفة التامة بفائدة كل عشبة لكن ما نراه اليوم في العيادات العشبية هو عبارة عن نصب واحتيال على المواطنين خاصة الذين يأتون من الأرياف ولا يؤمنون بالطب البشري والعلاجات والأدوية الصيدلانية.
دراسة لمنظمة الصحة العالمية ظهرت مؤخراً تقول أن اثنين من كل ثلاثة معالجين تقليدين ممن تمت مقابلتهم قد ورثوا المهنة من أبائهم ويحاولون تورثيها لأبنائهم، أما الثالث فقد اكتسبها عن طريق الكتب التقليدية والاطلاع.
ثلاث طرق تقليدية
❊ ويسرد الدكتور عبدالله معمر أستاذ علم الاجتماع جامعة صنعاء ثلاث طرق تقليدية تستخدم في المعالجة ويرتبها حسب الأهمية قائلاً: أولا الجانب. الديني كتوزيع الصدقات وإقامة الموالد في بعض الأضرحة ومحاولة الاثبات بمفاهيم دينية لتكريس فكرة الشفاء الا أن الغالبية يستخدمون الدين في العلاج بشكل مغلوط ومجانب للحقيقة مستغلين بذلك إمكانات المتعالجين وفهمهم الديني المحدود ويشكل هذا منفذا سهلا للدخول من خلاله والسيطرة على المريض وايهامه بجدوى العلاج، ثانيا العلاج بالأعشاب الذي يكون بالوراثة من الآباء أو الخبرة الشخصية من خلال الاطلاع على كتب الطب العربي المعروفة لدى المعالجين والتي لا تتجاوز العشرة، ويتم استخدامها لجميع الأمراض مضافا إليها أسلوب الإيهام بإعادة مصدر المرض إلى القوى الغيبية، والثالث هو الجانب السحري في العلاج فالسحر ذو حدين فمن ناحية يمكن استخدام اصابة الإنسان بالمرض والشرور ومن ناحية أخرى يمكن أن يكون علاجا وقائيا فيستخدم على أساس رفع المرض عن المصاب وحمايته من المرض الذي قد يصاب به في يوم من الأيام.
ويستطرد معمر قائلا: هذه الطرق الثلاث متداخلة مع بعضها لتكون شكل العلاج القائم والذي يكون نسقا علاجيا واحدا وتعد مسألة التخصص في العلاج صعبة إلى حد ما ويضيف الدكتور بأن كثيراً من الناس يفضلون العلاج العشبي لاعتقادهم به وأنه يشفي أية أمراض مهما كان نوعها، وهذه الأمراض تجعل مثل هؤلاء المرضى لا يفضلون العلاج إلا لدى المعالج التقليدي وإن التفسير الخاطئ لنوعية المرض يساعد على انتشار الأمراض المعدية كما يؤثر في استمرار المرض ويعمل على حجب الاسباب الحقيقية المؤدية للمرض.
مؤكدا بأن المواد العلاجية والوصفات توثر في سلوك أفراد الجماعات التي تسود فيها هذه المعتقدات عند تلمس الشفاء وكذلك اختيار المعالج الذي غالبا ما يقدم من المواد العلاجية والوصفات ما يتواءم مع تلك الرؤية الثقافية لمفهوم المرض والعلاج، وفي حالة عدم الشفاء من هذه الأمراض بالعلاج التقليدي يتجه المريض بعد ذلك إلى الطب الحديث.
مؤثرات
❊ الأشخاص الذين اتجهوا إلى العلاج التقليدي يؤكدون على الدور الذي يلعبه الاصدقاء والأقارب والمحيطون بهم في مجالس القات في توجيههم إلى العلاج التقليدي بل وتحديد نوعية المعالج ، كما أن الأسرة تلعب دورا في هذا الجانب كما يقول الدكتور عبدالله معمر، فهي تعمل على توجيه الفرد نحو اسلوب علاجي خارج المنزل يتفق مع المستوى الاقتصادي والثقافي والسكني للأسرة سواء في الريف أو الحضر، كما تعمد الأسرة إلى استخدام طريقة منزلية في العلاج تتفق مع المستوى والامكانيات الماديه للأسرة فكلما كانت الأسرة أكثر فقرا كلما تأخر أفرادها في الاتجاه إلى العلاج الطبي الحديث ويكون الاتجاه غالبا إلى العلاج الأرخص ولا يلحق الأثر المرضي الفرد نفسه بل يلحق الفرد والأسرة والمجتمع على السواء بما يخلفه من أعباء اجتماعية واقتصادية كثيرة خصوصا في حالة انتشار الأمراض المزمنة كما لا يزال الريفيون المقيمون في المدن يحتفظون بمعتقداتهم السابقة حول العلاج التقليدي .
كما نجد أن سكان الريف أكثر ميلا إلى العلاج التقليدي، ويلفت الدكتور عبدالله إلى أن هذا لا يعني أن ظاهرة الاعتقاد بالعلاج التقليدي لا تزال في الحضر أقل من الريف، مؤكداً بأن الدراسات في مجتعمعنا توضح أن النساء أكثر اتجاها للعلاج التقليدي وأكثر إيمانا به خصوصا عندما يمس الأمر إحداهن مباشرة أو أحد أبنائها الصغار ، ويرجع ذلك إلى محدودية الوعي والثقافة لدى النساء، أما عن دور التنشئة الاجتماعية فيؤكد أن هذا الدور مهم في إكساب الفرد مجموعة من القيم الاجتماعية المتعلقة بالعلاج والاصابة بالمرض وترسيخه في ذهنه ويعتقد بها.
دور الإعلام
❊ ولا يجزم الدكتور عبدالله معمر بأن الاتجاه إلى العلاج التقليدي يرتبط بالدخل الضئيل ويقول : نجد من ذوي الدخول المرتفعة من لا يختلف سلوكهم في هذا المجال كثيراَ عن سلوك الفقراء، فالمترددون على طلب العلاج التقليدي لا يمثلون مستوى دخل معين، ويأتي دور وسائل الإعلام التي تقوم بنشر هذه الأساليب والطرق العلاجية وطب الأعشاب وتعريف الناس بها عن طريق البرامج والمسلسلات والأفلام السينمائية فيأخذها الأفراد على محمل الجد لمداواة مرضاهم ، وهذا الأمر يدل على أن الوسائل الإعلامية لم تلعب دورها في بث ثقافة معاصرة يقتنع بها الأفراد في مكافحة المرض وتوجهه نحو العلاج الحديث، والتلفزيون رغم وجوده في كل منزل فإنه لم يستطع النفاذ إلى جوهر هذا المنزل ومحاولة تغيير طريقة تفكير أفراده..
ويردف الدكتور قائلاَ : بقاء واستمرار العلاج التقليدي حتى الآن يعتبر مناخا مناسباً لانتشار العديد من المعتقدات حول المرض ومسبباته التي يعجز الطب الحديث عن تفسيره وتعجز وسائل الإعلام عن تغيير تلك المعتقدات.
لكل داء دواء
❊ المعتقد الشعبي يفسح مكانا كبيرا لعوامل وأسباب مادية معروفة أو لخلل فسيولوجي في جسم الإنسان فماذا عن الطرق العلاجية من وجهة نظر علم النفس.. توجهنا إلى الدكتور عبدالرحمن المنيفي استاذ علم النفس الاكلينيكي جامعة صنعاء فقال : هذه ظاهرة ستظل قائمة مع الإنسان منذ الولادة وحتى الوفاة ، فكلما ازدادت المشاكل والتوترات والأمراض النفسية لدى الإنسان أو قلة الثقافة ازداد انتشار ظاهرة العلاج التقليدي خاصة حين لا يتمكن الطب البشري الحديث من معالجة هذه الأمراض والاشخاص المؤمنين بها في المجتمع، وعلى وسائل الإعلام المختلفة أن يكون لها دور ثقافي وتوعوي لإظهار حقائق وأكاذيب هؤلاء المعالجين أو العشابين إلى جانب رفع مستوى التعليم والثقافة لدى الشباب وكذا الاهتمام بالجانب الاجتماعي، حيث يجب على الأسرة أن تربي أبناءها منذ نعومة أظافرهم على الحقيقة والتمييز بين العلاج الحقيقي والعلاج التقليدي المغال.
التداوي المشروع
❊ ويطلق هؤلاء المعالجون أو العشابون على أنفسهم الطبيب والشيخ والسيد، وهنا يؤكد علماء الدين أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان في أحسن تقويم ولكن الإنسان ضعيف بطبيعته ويتعرض لكثير من الأمراض ويمكن علاجها بالاشياء المحسوسة هذا أمر معروف والإنسان يتأثر بما حوله ويتعامل جسمه مع المواد الداخلة إليه وهذا سبب للحياة وذلك سبب للموت.
ويقول الدكتور صالح صواب - استاذ الدراسات الإسلامية جامعة صنعاء : نحن مسلّمون أن الله سبحانه قادر على فعل أي شيء، وإذا أراد الله تعالى أن يشفي إنساناً بدون سبب فإنه قادر على ذلك لكن الله عز وجل سن في الحياة سننا وهذا لا يمنع وجود حالات تشفى بسبب الدعاء بينما لا يتصور الإنسان الشفاء، فها هو آدم عليه السلام خلق بدون أم وأب، وعيسى خلق بدون أب وهذه حقيقة لايمكن انكارها ويقول تعالى (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة) ولا يستبعد أحد أن يكون الشفاء بسبب القرب من الله بواسطة الدعاء دونما دواء وهذه المسألة شرعية ولا خلاف فيها بين العلماء.
ويستطرد قائلا: بأن الله أمر بالتداوي ورسوله وهذا التداوي لا ينقص إيمان المرء وإنما قد يأثم الإنسان به الأول : قد يكون بأدوية محسوسة كالطب الحديث وهو معلوم بحيث يعلم الطبيب سبب المرض ثم يعطي المريض الدواء لدفع ذلك السبب، وكذلك تستخدم للعلاج وهذا الأمر مشروع ولا خلاف فيه مالم يكن العلاج محسوساً : أما النوع الثاني من الأشياء المحسوسة ما يسمى اليوم بالطب البديل وهو ممدوح وفيه يكون المعالج خبيرا بهذه الأعشاب وأنواعها وفوائدها وأثرها وربما كانت سببا للشفاء من الأمراض وهذا النوع من العلاج جائز ومنه ماهو مذموم، حيث يظهر بعض المدعين بالطب العربي ومنهم الذين يعطون الناس الأعشاب المتنوعة التي ربما كانت لها آثار سلبية فربما أزهقوا بذلك أرواحاً وأدخلوا إلى الناس أمراضا مزمنة، ويتابع الدكتور صواب قائلاَ: البعض يستخدم الأعشاب مضيفا إليها نوعا من العسل والحبة السوداء ولا يعلم بالحالة المرضية وهذا الأمر مهلك وغير جائز.
ختاما.
❊ في الختام يصعب اتهام المعالجين بالأعشاب، ولكن يسهل تماماً معرفة الحق من الباطل وبمزيد من التحري والتدقيق والقناعة التامة بوجود أطباء أعشاب دجالين يضحكون على الناس باصطناع الدواء لكل الأمراض والحالات والقدرة على العلاج بالطب التقليدي أو البديل أو الأعشاب، إلا أن هذه الظاهرة تؤكد على وجود حقائق للعلاج بالطب العربي التلقيدي شوهها منتفعون وكذابون يجب إيقافهم عند حدهم..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.