قال المحلل السياسي والخبير الاقتصادي البروفيسور عبد العزيز الترب ان ما يجري في المناطق الشرقية هو انعكاس طبيعي لصراع قوى اقليمية ليس الهدف منه تطور اليمن ورفاهية ابنائه بل صراع مصالح للسيطرة عليه . وتابع البروفيسور الترب العالم كله يشهد فصول المأساة اليمنية والجريمة السعودية الإماراتية بحق شعب أسهم إسهاماً كبيراً في مسيرة الحضارة البشرية، بينما لا وجود تاريخي لما يسمى اليوم بالسعودية والإمارات.. هاتان الدولتان هما نتيجة منطقية للاكتشافات النفطية في أوائل السبعينات من القرن الماضي فحولت رمال الصحراء في تلك الدولتين إلى مدن سكنية. واضاف البروفيسور الترب الكل يعلم أن للسعودية والإمارات أطماع تاريخية في اليمن، فمن الناحية الجغرافية يتسم موقع اليمن بالأهمية الجيو سياسية الأمر الذي جعله عرضة لأطماع العديد من الدول، بالإضافة إلى ما تختزنه أراضيه من ثروات نفطية وغازية وإشرافه على الممر المائي المهم "مضيق باب المندب" الذي يضبط حركة الملاحة في البحر الأحمر مما جعل اليمن شريكا في أمن الملاحة والطاقة الدولية. اكد البروفيسور الترب ان السعودية والإمارات ادخلتا اليمن في نفق مظلم هدفه تمزيق البلاد وتجزئتها إلى كيانات هزيلة حتى تسهل السيطرة عليها، فقد دعمتا بالمال والسلاح تشكيل المليشيات المسلحة التي أصبحت طيعة في أيديهما، تتلقى الأوامر منهما، لا يهمها وطن ولا سيادة، فهي تنتمي إلى فئة عبدة المال ومرتزقة الدولارات. واشار البروفيسور الترب الى ان السعودية والإمارات تعاملتا مع أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ككيانات بشرية ليس إلا، وبحقد دفين وأذلت المرتزقة بالمال وجعلتهم يتصارعون على الفتات، وهما تستحوذان على المصادر الرئيسية للثروات في مختلف المحافظات.. وعندما تبدأ الأمور تسير نحو التفاوض تحاول السعودية والإمارات جاهدتان أن تظهرا كوسيط، بينما هما الطرفان الرئيسيان في العدوان على اليمن، وهما من قصفتا ودمرتا العاصمة صنعاء وبقية المحافظات طوال عشر سنوات. وقال البروفيسور الترب ما حدث في حضرموت تطور خطير للغاية، وهو يعني الموت الفعلي لتحالف العدوان على اليمن، والذي لم تعد فيه سوى "السعودية"، فهل ستستجيب الإمارات للطلب وتخرج بقواتها من اليمن أم أنها ستعاند ويكون لها رأي آخر، هذا ما ستثبته الأيام القادمة؟..وبالتأكيد العدوان على اليمن يندرج ضمن ما يُعرف بحروب الجيل الخامس، وهي حروب تقوم على تحالفات داخلية وخارجية واسعة، هدفها تفكيك الدول من الداخل، دون اتفاق بين أطراف العدوان على شكل النظام أو الواقع الذي سيلي عملية التفكيك. ونوه البروفيسور الترب الى ان المتابع المنصف للتواجد السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية والشرقية يخرج باستنتاج مفاده أن احتلال اليمن أبعد ما يكون من رغبة سعودية إماراتية، فالمسألة تأخذ بُعداً دولياً أمريكياً بريطانياً، وما السعودية والإمارات إلا أدوات تنفيذ لمخطط استعماري خبيث لاحتلال اليمن، وإلا ماذا يعني التواجد العسكري البحري الأمريكي الكبير في البحر الأحمر قبالة باب المندب مؤخراً، وكذا التواجد العسكري البريطاني الكثيف في محافظة المهرة..وتُعد محافظاتحضرموت وشبوة والمهرة من أغنى مناطق اليمن بالنفط والغاز والمعادن، إلا أن سكانها يعيشون في فقر مدقع، وبنية تحتية مدمّرة، وانعدام شبه كلي للخدمات.