سوء إدارة المستشفيات وعدم اهتمام الدولة بالكوادر الطبية وقصور مهارات الأطباء من العوامل التي جعلت المرضى لا يثقون أبداً بالطبيب اليمني.. ولن يكون هناك إبداع في مهنة الطب إلا إذا حصل الطبيب على كافة الحقوق.. وأما مساعدو الأطباء لا يزالون يبحثون عن الإجابة الحقيقية لسؤال أين تذهب الميزانية المالية والمعتمدة لتأهيل الكوادر الفنية؟! قلة الإمكانيات ولمعرفة الأسباب التي أدت إلى عدم ثقة المواطنين بمهارة الطبيب اليمني، التقينا عدداً من الأطباء.. وكانت البداية مع الدكتور بشير سلام الحمادي نائب مدير عام الجمعية اليمنية لأصدقاء أمراض الدم الاجتماعية بتعز، والذي تحدث بالقول: هناك عدد من الأسباب التي جعلت المريض لا يثق بالطبيب اليمني منها وجود قصور في مهارات الطبيب نفسه وسوء إدارة المستشفيات والمراكز الصحية والتي تفتقر إلى مختلف الإمكانيات والأجهزة الطبية الحديثة والمتطورة وعدم وجود قائمة سوداء بأسماء المستشفيات الحكومية والخاصة والأطباء الذين ارتكبوا أخطاء طبية في حق أولئك المرضى وكما هو موجود في معظم دول العالم.. وكذا عدم الاهتمام بالكادر المحلي وتأهيله وإعطائه الفرصة بأخذ التخصص المناسب له بحيث تساهم في تقليل تلك الأخطاء الطبية والتي معظمها قد تكون ناجمة من ممرضين ومساعدين أطباء .. كما أن هناك أسبابا لها علاقة بالمريض نفسه كانعدام الثقافة الصحية والتأخر في طلب النصيحة الطبية وخاصة تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة والتي يصعب علاجها وتحتاج إلى أطباء متخصصين أكثر خبرة ومهارة في التعامل مع الحالات التي تعاني من الأمراض المزمنة.. وهنا يأتي دور وسائل الإعلام المختلفة لغرس الثقافة الصحية بين جميع أفراد المجتمع. المظهر خداع الدكتور.مطهر الرميمة تحدث من جانبه بالقول: هناك اعتقاد خاطئ لدى بعض المرضى بأن المظهر الخارجي للطبيب ولون بشرته سواء كان طبيبا يمنيا أو طبيبا أجنبيا زائرا هي صفات الطبيب الماهر والمتمكن من مهنة الطب ويكمن الخطأ في هذا الاعتقاد بأن يعتمد فقط على المظهر الخارجي للأطباء والذين قد يكون الكثير منهم لا يعرفون عن مهنة الطب أي شيء.. فمثلاً يوجد أطباء متخرجون من بعض جامعات الدول الأجنبية شكلوا نظرة سيئة لمهنة الطب فهم يقومون بتقرير أدوية للمرضى وبصورة عاجلة وعشوائية ودون أن يقوموا بفحص وتشخيص حالات مرضاهم وبشكل مهني صحيح وذلك طبعاً حتى يقال عنهم بأنهم أطباء متميزون ويعرفون خفايا الأمراض وعن بعد، فالحكم على المظهر الخارجي للطبيب يعد من أبرز الأسباب التي ساعدت في نزع ثقة المريض. تحسين وضع ويرى الدكتور.مطهر الرميمة بأن الدولة إذا أعطت الطبيب اليمني كافة حقوقه فإنه سوف يبدع في عمله ومن ضمن هذه الحقوق أن تقوم وزارة الصحة بتحسين الأوضاع المعيشية للأطباء ومن خلال رفع رواتبهم إلى السقف المعقول وأن تقوم الوزارة أيضاً بمنح الأطباء فرصا للدراسات العليا والسماح لهم بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات العالمية؛ لأن هذه الفرصة فقط سوف تمكن الطبيب من ممارسة العمل في مجال تخصصه مع ضرورة رفد المستشفيات والمرافق الصحية الحكومية بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة. أبرياء من دم يوسف ويشارك الأخ علي عبدالولي نعمان “فني ومساعد طبيب” بالقول: غير صحيح ما يقال بأن الفنيين ومساعدي الأطباء هم من ساهموا في تشويه مهنة الطب في اليمن بوجه عام وفي نشوء ظاهرة الأخطاء الطبية بشكل خاص فهم أبرياء كبراءة الذئب من دم يوسف “عليه السلام” وأن ما بين الأسباب التي ساهمت في بروز ظاهرة الأخطاء الطبية هو عدم اهتمام وزارة الصحة بتأهيل الكوادر الطبية والنفسية وهذا ما جعل الكثير من الأطباء يقومون بمعالجة حالات مرضية لا تدخل ضمن تخصصاتهم فمثلاً الطبيب المتخصص في أمراض الأذن والأنف أصبح يقوم بمعالجة الحالات التي تعاني من الأمراض الباطنية، كذلك تجد أن وزارة الصحة لا تهتم نهائياً بمسألة تطوير الكوادر الفنية والتمريضية فهي لا تهتم إلا بالتعاقد مع كوادر فنية وتمريضية أجنبية والتي تحصل على رواتب شهرية لا تقل عن ألف دولار أما الكوادر المحلية تحصل على رواتب شهرية لا تقل عن خمسة وثلاثين ألف ريال، وما يحزنك أن الكوادر المحلية هي أكثر كفاءة ومعرفة في المجال الفني والتمريضي وأما الكوادر الأجنبية تجدها أقل خبرة ومعرفة في هذا المجال. سؤال يبحث عن إجابة ويتساءل الأخ علي نعمان: أين تذهب الميزانية المالية المعتمدة لتأهيل وتدريب مساعدي الأطباء في الجانب الفني؟! فهذه الميزانية تقوم باستلامها مكاتب الصحة في المحافظات، ولكن لا نعلم عن مصيرها أي شيء؛ ولذا فنحن نحمل وزارة الصحة ومكاتبها المسئولية الكاملة في ذلك باعتبارها هي الجهة الوحيدة والمعنية بتدريب وتأهيل الكوادر الصحية.