الإصرار على الشعارات الوهمية ضحك على الشعب وتحد صارخ للإرادة الكلية للشعب الذي حافظ على الشرعية الدستورية ومنع الانقلاب ورسخ مبدأ التداول السلمي للسلطة وأسقط رهانات العنف السياسي الدموي الذي جعلت منه بعض القوى السياسية وسيلتها للوصول إلى السلطة من أجل العبث بمقدرات الشعب. إن الأعمال العدوانية التي تقوم بها بعض القوى السياسية المنافية لمفهوم الوفاق الوطني هي محاولة من تلك القوى التي لا تؤمن بالديمقراطية ولا ترى طريقاً للانقضاض على الشعب وإحكام السيطرة عليه إلا من خلال الفوضى التدميرية والاستمرار في العبث الذي مارسته ولازالت. لأن هذه القوى في الواقع لا تؤمن بالحوار؛ لأن الحوار الوطني سيفضي إلى ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، والقوى العدوانية لا تؤمن بذلك؛ لأنها تدرك أنها غير مقبولة ولا تستطيع أن تمد جسور الثقة مع المواطن الذي اكتشف حقيقتها التآمرية من وقت مبكر. إن الإرادة الكلية للشعب التي تؤمن بالشرعية الدستورية لن تقبل بالانتقائية الفوضوية التي تمارسها بعض الأحزاب ضد المبادرة الخليجية وتأخذ منها ما يحلو لها ثم تنقلب على الجزء الآخر من المبادرة، وقد برهنت تلك القوى على سوء النية المبيتة من خلال جملة من الأعمال المنافية للمبادرة والآلية التنفيذية. إننا نجدد الدعوة للعقلاء والحكماء في البلاد إلى عدم السماح للحاقدين على الوطن، والذين يحلمون بالعودة إلى ما قبل الثورة اليمنية المباركة، وليدرك الجميع بأن الشعب قد أدرك الحقيقة، ولن يقبل إلا بمن يحترم الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية، ولن ينخدع بالشعارات النفعية؛ لأن مصلحة الشعب الأمن والاستقرار والتداول السلمي للسلطة، ولن يقبل بالانقلاب على الثوابت بإذن الله.