عندما صنع اليمنيون الوفاق الوطني بإرادة شعبية واحدة ودعم إقليمي ودولي غير مسبوق ووافقت عليه الأطراف السياسية مجتمعة وشهد العالم بذلك فإن اللازم عدم الخروج على ذلك لأن ما توصل إليه الكافة من أبناء اليمن يمثل شرف اليمنيين وعنوان كرامتهم أمام العالم والالتزام الصارم بذلك الشرف والعهد والميثاق دليل قاطع على المستوى الحضاري والإنساني الذي جسده اليمنيون قولاً وعملاً أمام العالم الأمر الذي حتم على المجتمع الإقليمي والدولي مضاعفة الاحترام والتقدير للإرادة اليمنية والإشادة بها ودعمها مادياً ومعنوياً. ولئن كان أحرار اليمن قد التزموا حرفياً بذلك الشرف والعهد والميثاق فإن ذلك يعني إضافة جديدة لتاريخ اليمن واليمنيين لا يحققه إلا النبلاء والعظماء من أبناء الشعب وهو إنجاز محسوب لكل أبناء الشعب ولكن للأسف البعض ممن يلازمهم الوهم والهوى الشيطاني يشذّون عن الإجماع ويخرجون عن الواقع ويتعدون على الثوابت لا لشيء سوى الأهواء العدوانية على التجربة الديمقراطية أو خدمة لأعداء الوطن ولذلك تجدهم يتخبطون في مسارهم وأوهامهم ظناً منهم بأنهم قد غلبوا الإرادة الكلية للشعب وانهم وحدهم في الوطن وان السواد الأعظم من الشعب الذي حمى الشرعية الدستورية وعزز الممارسة الديمقراطية ومكن الشعب من امتلاك السلطة لا قيمة لهم في ميزان الغوغائية والفوضوية دون ان يدركوا بأن حماة الشرعية بالأمس هم حماة الشرعية اليوم. إن الغرور الذي يظهر به البعض دليل على الفشل وعدم القدرة على الفهم المعزز بالقناعة لأهمية التعايش السلمي مع كل فئات المجتمع ولذلك الذين مازالوا يرفعون شعارات ويطرحون خطابات لا تتفق مع مفهوم الوفاق الوطني انما يغردون خارج السرب ويحاولون ان يدفعوا بالبسطاء من الناس الذين يحاولون حجب الحقيقة عنهم نحو الهاوية من أجل المزيد من المكاسب النفعية الخاصة والفئوية الضيقة ولذلك اكرر الدعوة إلى كل الشباب والقوى السياسية المستنيرة إلى ضرورة إعمال العقل والاستفادة من المتاح من أجل أمن واستقرار ووحدة اليمن بإذن الله.