يرى الخيّرون الذين غلّبوا المصالح العامة على المصالح الخاصة ان الحياة الآمنة والمستقرة لا تتحقق في ظل رغبة فرد مطلق أو فئة أو جماعة أو طائفة معينة مالم يشارك المجتمع بكل مكوناته، لأن الحياة الآمنة والمستقرة تعبر عن الرغبة الكلية للمجتمع أو على الأقل المكون الأعظم للمجتمع، بحيث يكون المكون الأعظم للمجتمع قادراً على فرض الإرادة الكلية باعتبارها تمثل المجتمع وفي حالة وجود فئة أو طائفة أو حتى فرد يحاول الخروج على الإرادة الكلية للمجتمع فإن من حق المجتمع ان يحمي نفسه من تمرد تلك الفئة، لأنه لا يحق للأقلية ان تفرض رغبتها على الأكثرية مطلقاً، هذا ماعرف عبر التاريخ من خلال دراسة تكون ونشأة وتطور المجتمعات، وذلك من السنن الكونية الثابتة، فقد جاء الدين الإسلامي مؤيداً لذلك باعتباره الأكثر حفظاً لحياة الناس، بل الأمر لا يقتصر على الناس كافة فحسب بل على المسلمين أنفسهم فقد قال تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب). وبناءً عليه فإن العمل من أجل الصالح العام لتحقيق السكينة والطمأنينة بين الناس يندرج في إطار التعاون على البر والتقوى على اعتبار ان البر هو الإحسان والتقوى كل عمل صالح يصب في اتجاه سلامة المجتمع وعدم تعريضه للخطر والحرص المطلق على ذلك النهج القويم. ولئن كان ذلك هو نهج المسلمين التزاماً بشرع الله وسننه الكونية فلماذا نشاهد أحزاباً وجماعات تشذ عن التمسك بجوهر الدين وتدعو إلى الفتنة، وتسعى لفرض رغبتها على جمهور المسلمين بقوة الحديد والنار وبإثارة الفتنة، لقد بات معروفاً اليوم ونحن في ظل الديمقراطية الشوروية القائمة على تنافس البرامج الانتخابية وان الشعب سيختار من يرى فيه قدرة وصلاحاً لتحقيق الصالح العام، وهذا مطلب شرعي فلماذا نجد أحزاباً فاشلة في هذا الاتجاه تسعى إلى التحالف مع الشيطان لفرض رغبتها المرفوضة من الكافة؟ إننا نعتقد ان التعصب الجاهلي مرفوض جملة وتفصيلاً فلماذا تحولت بعض الأحزاب إلى الجاهلية؟ وهل من صوت عاقل من أجل العودة إلى جادة الصواب؟ نأمل ذلك بإذن الله.