أدرك بعض المدفوعين إلى ساحات التغرير سر إصرار القوى التي سعت إلى دفعهم إلى التغرير، واكتشف ذلك البعض - الذي ملأ الدنيا هوساً وكذباً ووهماً - أن تلك القوى قد لعبت عليه واستغلته استغلالاً فاضحاً، في الوقت الذي كان يظن أنه يستخدم تلك القوى ويوجهها نحو الهاوية؛ لأنه يدرك أن هذه القوى ظلامية وجاهلة تريد تركيع الشعب وإذلاله، ولم يفق ذلك البعض إلا على عين الحقيقة، وأنه بات أداة بيد تلك القوى يخدم مصالحها الظلامية دون أن يكون له من الأمر شيء. إن المضي في طريق الضلال والفجور والزور والبهتان مازال في عقلية ذلك البعض الذي اكتشف عين الحقيقة، رغم إدراكه الواضح والصريح بأنه أداة بيد قوى القهر والاستعباد التي تصر على الانقلاب على الشرعية الدستورية، وتريد الوصول إلى السلطة عبر الأشلاء والضحايا، ولا تؤمن بالديمقراطية والتعددية السياسية، ولا تقبل بالتعايش مع الغير، والسبب في أن ذلك البعض لم يكتشف نفسه ومقدرته، ولم يتمكن بعد من معرفة أنه بليد غلب عليه هواه وطموحه غير المشروع ورغبته في الهنجمة والظهور والشهرة، ولو اكتشف ذلك واعترف بأنه مسير وليس مخيراً وأن القوى التقليدية هي التي تتحكم فيه، لخجل من نفسه وأسقط عن نفسه ادعاء الحداثة والتغيير؛ لأن التغيير نحو الأفضل والأمثل لا يمكن أن يتم دون السلوك الحضاري والإنساني الذي يوصل إلى التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع. إن على ذلك البعض - الذي استهلكته قوى العدوان - أن يدرك أنه قد وقع في شرك الإجرام والإرهاب، وأنه قد أساء إلى البلاد والعباد، وأنه قد قدم خدمة لأعداء الأمة العربية والإسلامية من خلال تحويله إلى مجرد أداة للتخريب والتضليل والتدليس، وأن يعلق ذلك البعض توبته واعتذاره ويعترف بالغباء الذي يتمتع به، وأن القوى التقليدية الظلامية أكبر منه ذكاءً ودهاءً، وأن هدفها استعباد الناس بالقوة والوصول إلى السلطة بالحديد والنار، ولا يجوز بأي حال من الأحوال الإصرار على الكذب والزيف، نأمل العودة السريعة إلى جادة الصواب بإذن الله.