شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار, ثلاث فضائل كبرى يمن الله سبحانه وتعالى بها على عباده المؤمنين , فمن يغتنم الفرصة ويفوز بتلك الفضائل الكبرى؟ لاشك أن المؤمن التقي الذي يلتزم الرشاد ويقف حيث ينبغي أن يراه الله ولايراه حيث نهاه الله هو الذي يفوز بهذه الفضائل الكبرى. ونحن الآن في الثلث الأول الذي فيه الرحمة ينبغي أن يجدَّ المسلمون في سبيل الفوز بالرحمة وذلك من خلال الاخلاص لله في القول والعمل والوقوف عند حدوده،كلٌّ في موقع عمله فالمسئول الموظف بالتزامه بأداء الأمانة وعدم التفريط بها , وانجاز ماعليه من المهام والمسئوليات , ولايجوز التعذر بالصوم وجعله طريقاً لتأخير المهام, والتاجر في متجره فلايجوز الاحتكار والمغالاة في الأسعار باسم الشهر الكريم, وكل انسان فيما هو موكل اليه من المهام والواجبات ينبغي الالتزام بالإسلام عقيدة وشريعة واظهار مبدأ التكافل الاجتماعي بأن يعطف الغني على الفقير من خلال الصدقات والوفاء للدولة بالواجب الشرعي وهو إخراج الزكاة وتسليمها إلى الدولة لأن ذلك ركن من أركان الاسلام لايكتمل إيمان المرء بدونه, والدولة هي الجهة الوحيدة المعنية بالزكاة, لأنها تقوم بإنفاق عائدات الزكاة في بناء المصالح العامة من طرقات ومدارس ومستشفيات وخدمات عديدة تقوم بها الدولة. ولئن كنا في الثلث الأول من هذا الشهر الكريم فإن الواجب علينا جميعاً الوفاء بالتزاماتنا ومن أبرزها ماينتظره الناس من المكلفين بالإعداد والتهيئة للحوار الوطني, والوفاء بهذا الالتزام من أقدس الواجبات التي ينبغي اغتنام الشهر الكريم للوفاء بها. لأن في الوفاء بها جلب للمصالح العامة للأمة ودرء للمفاسد الناجمة عن الفتنة والقطيعة بين القوى السياسية, فهل نفوز بالرحمة في الثلث الأول من الشهر الكريم لتحقيق الفوز بالمغفرة والعتق من النار؟ نأمل ذلك لأنه الطريق الوحيد للوصول إلى رضا الله, فلنجد السير في هذا الطريق بإذن الله.